Sunday, September 26, 2010

طفلة الألوان


طفلة الألوان
يعترف بأن حماقتها و أفعالها الصبيانية هى أكثر شيء محبب إلى قلبه لايعلم إن كانت كل النساء تصرفاتهاغريبة مثلها ولكنه يعلم أنها أكثر من يعرف غرابة.

ذاك اليوم عندما صعد على سحابة بيضاء ليقيل قليلاً كوم طرفها كوسادة ومد جسده وأغمض عينيه هى تعرف تماماً أنه مجهد وأنه محتاج للراحة ولكن لأنها طفولية المزاج تمددت بجانبه وبدأت تدندن بأغانيها الطفولية ولما لم يعيرها إنتباه بدأت نغماتها تعلو وتثير السكون بضوضائها فتح عينيه نظر إليها بلا مبالاة وأغمض عينيه يعرف أنها لا تقصد مضايقته بقدر ما تريد اللعب.

لم تنفع حيلتها الأولى ذهبت قليلاً ثم عادت مع أرنبها الأزرق حكت له كل الحكايا لعلها تغريه بالإنصات أخبرته عن غابتها المسحورة وعن كل طيورها الملونه وعن قصرها البلوري تحت الماء وجبلها الثلجى ومكنستها التى تحلق بها فى الجو وأصدقائها الأقزام حكت له عن فيل وردى وثلاث سلاحف أرجوانية تتقافز فى رشاقة وعن الثعلب الصغير الذى يسبح فى الجدول مع الأوزات الذهبية.
تنهدت بحرارة ثم سحقت غيمة صغيرة بين أصابعها ونثرت برودتها على وجهه فتح عينيه ونظر إليها لم يكن فى مزاج يسمح باللعب اغلق عينيه وأدار ظهره.

تركت أرنبها الأزرق بطفولية وأحضرت سمكة برتقالية لتلعب معها اخذت تتقافز حوله وتداعب سمكتها وتتعمد الصياح لتوقظه ترك لها السحابة وأنتقل إلى غيمة عالية, يتحمل برودة الغيمة الرمادية ولا يتحمل مزاجها اليوم. سحب غلالات ضبابية وضعها بينه وبين القمر ليحجب ضؤه لعله ينام قليلاً, تسلقت الغيمة وسحبت ثلاث نجمات صغيرات لتضيىء المكان وبدأت تداعبه بريشة طاووس ذهبية, الأن حقاً تزعجه.

تزعجه كل الألوان التى تحضرها لحياته أحادية الألوان. لا يعلم لماذا أرنبها أزرق وفيلها وردى وسلاحفها أرجوانيه, أو لماذا أوزاتها ذهبية وأسماكها برتقالية, ولكن يعلم أن ضوضاء الألوان تعطى معنى لحياته وأنه أدمن ضوضائها وحكايا أصدقائها الأقزام والغابة المسحورة وكل حيواناتها الصاخبة, أدمن غرابتها وحماقتها وطفولتها.

فقط ما زال يحن قليلاً إلى ألوانه الأحادية أو ربما يخاف أن يعتاد على صخب الألوان ثم يضيع منه الصخب فيعود مرغماً إلى سكون الأبيض والرمادى.

أبتعد ليرتاح قليلاً وأخذ معه حصانه الأبيض المجنح وحيد القرن وتنينه الصغير ومالك الحزين وكل شخصيات البوكيمون.