Tuesday, December 20, 2011

مشروخ يا ناى...... "يا أناى"


استيقظ صباحاً, أكرر تفاصيل الصباحات الجديدة المتشابهة.
أصل لعملى افتح شاشة الحاسب اتجول على الصفحات المفتوحة على المتصفح وأبدأ مثل كل صباح فى احصاء عدد اللذين قتلوا فى اليوم السابق.
اليوم تسعة قتلى البعض يقول سبعة لا توجد أرقام مؤكدة.
كم إذن يبلغ العدد الكلى ألف ونيف لا أدرى لقد توقفت عن الحساب.
على صفحة أخرى صورة  لقتيل جديد لا أحد يعلم عنه شيئاً مع نداء بالمحاولة للتعرف عليه, أميل برأسى قليلاً لأتفحص ملامح الصورة ..........لا أعرفه.
هو يشبه قتيل اليوم السابق. كل القتلى متشابهون.
أقوم بتمرير الصورة أو لا أمررها ما الفائدة......... أفكر.
القتلى متشابهون تلح على خاطرة  أنه يصعب التعرف عليهم، الأحياء ترى فى عيونهم بسمات أو بقايا حزن ترى فى قسمات وجوههم عزم وتصميم أو تلمح فى عيونهم أمال وأحلام بماذا يحلم القتلى؟
القتلى متشابهون جميعهم يحملون نفس الملامح عيون مطفأة وفم كان مملوء بالهتاف ولم يعد، أفواه القتلى مملؤة بالصمت تصرخ لتصم أذان من كان له قلب يسمع.
 أحلام القتلى وأمالهم إخفاقاتهم ونجاحاتهم وإحباطاتهم وتطلعاتهم وانكساراتهم  كلها صعدت مع أرواحهم لحظة غادرت الروح.
لا جدوى من أن يبقى حلم الصغير الذى يدرس الطب فى أن يصبح طبيباً ليخفف ألام الناس ملازماً لجسده بعد أن تغادره الروح، سيوارى التراب على كل حال.......الجسد والحلم
هل أحلام الشاب وأحاسيس حب ربما حملها فى قلبه بقت بداخل قلبه بعد أن أخترقته رصاصة القتلة أم تسربت من الثقب الذى صنعته الرصاصة؟ ما جدوى بقاء الحلم والحب فى قلب مثقوب, سيوارى التراب على كل حال............... القلب والحلم والحب
هل بقي من أحلام الشيخ شيئ أم تسربت مع قطرات دمه أم أنها نجت, غادرت مع روحه مع أخر أنفاس لفظها أو ربما لحقت بلفظ الشهادة, ما جدوى بقاء الحلم فى جسد سيوارى التراب على كل حال.......الشيخ والعلم والحلم.
أتذكر علاء عبد الفتاح هل هناك جديد جد فى قضيته طعن استشكال أى شيئ من مسميات الروتين العقيم هل سيتمكن أخيراً من النوم محتضناً طفله أم أن المستبد لم يأذن بعد. يصدمنى مقال علاء الجديد أقتبس منه "نفرح بالزفاف لأنه زواج. نحزن فى الجنازة لأنه الموت. نحب المولود لأنه إنسان ولأنه مصرى، ينفطر قلبنا على الشهيد لأنه انسان ولأنه مصرى. نذهب للميدان لنكتشف أننا نحب الحياة خارجه، ولنكتشف أن حبنا للحياة مقاومة. نجرى نحو الرصاص لأننا نحب الحياة، وندخل السجن لأننا نحب الحرية."
أفكر كم علاء حبس عن وليد له ولد فى غياب أبيه؟
أنا لا أعرف أسماء أثنا عشر ألف مسجون كم قصه تشبه قصه علاء أو ربما أكثر درامية منها؟
لماذا لا أعرف أكثر عن أسمائهم وحكاياهم؟

مشروخ يا ناى
كم تساوى الحياة  من وجهة نظرك؟
حياة إنسان ................... أى إنسان.
تعجز عن تقدير قيمتها؟
كم تعتقد تساوى حياة حيوان .......... هرًة ...............كلب..............عصفور؟
هل تتألم أم مسيحية فقدت أبنها أقل قليلاً أم أكثر من الأم المسلمة؟
هل دماء بعضنا أقل / أكثر حمرة  من الأخر؟
هل تستطيع النظر للدم المسال وتتجاوزه ببساطة مثلما تتجاوز بقعة من الشراب الأحمر مراقة على الطريق؟
الراحلون فى زهرة شبابهم دائماً يستوقفوننى.
هم لم يختاروا الموت ولكنهم توقفوا عن الحياة.
توقفوا عن الحياة التى نعرفها بكامل إرادتهم وملء قلوبهم.
لم يتوقفوا عن الحياة عندما قتلوا.
توقفوا عن الحياة التى نألفها عندما قرروا ألا يألفوها.
وعندما توقفوا عن ممارسة الحياة  التى نالفها.........قتلوا.
هم الأموات  ........ هم القتلى ............ هم الشهداء ........... هم الذين توقفوا عن الحياة.
ملحوظة: هذه التدوينة تجميع لخواطر فى أوقات متفرقة

Sunday, December 4, 2011

مش باقى منى غير شوية ضي



أكتب عن مصر لأشعر بالدفء.

أحاول الكتابة عن مصر لأشعر بالدفء.

الكتابة لا تأتينى، أنا أكتب كلمات ولا أستطيع الكتابة عن مصر، لا أحد يستطيع يكتب مصر.

كلمة مصر تحمل الأن سخونة أكثر مما يستلزمه استجلاب قليل من الدفء.

ربما لو قابلت الدكتور أحمد الشهير ب "أحمد حرارة" سأطلب منه أن يملى على ماذا أكتب عن مصر.

لو قال لى إن مصر "نور عيونى" لكفت.

أحمد حرارة والكثيرين مثله يكتبون عن مصر ويرسمون مصر.

أنا لا أستطيع الكتابة عن مصر. ولكن أحمل بداخلى نقشاً من ثلاثة حروف " م ص ر".