Sunday, February 27, 2011

حنين

Kees van Dongen

تستيقظ من النوم تتحسس الفراش الخالى بجوارها, أعتادت أن تستيقظ مبكراً لتهتم بكل تفاصيله الكبيرة والصغيرة إفطاره , لون قميصه, رابطه عنقه, عطره, كوب القهوة والكاريكاتير فى الصفحة الأخيرة من جريدته المفضلة الأن لم تعد تقوى على الأستيقاظ مبكراً تشعر بالخجل من نفسها لأنها لم تعد تستيقظ فى الصباح الباكر كما أعتادت ان تفعل । دائماً

إعتاد على محادثتها من العمل كل صباح يضطرب قلبها عندما تسمع رنين الهاتف تخفى لهفتها لأنها تعلم أن الهاتف سيخذلها وتتظاهر بأنها لم تسمعه.
تجلس أمام المرأة تصفف خصلات شعرها البيضاء, أخبرها ذات مره انه سيظل يساعدها فى تصفيف شعرهاحتى عندما يتحول شعرها كله للأبيض تكتم دمعة حاولت الخروج. تشعر بالحنق لأنه لم يفى بوعده فما زالت هناك بضع شعرات سوداء لم تشيب بعد وها هى تصفف شعرها وحيدة.
تمر على الطاولة الصغيرة بغرفة المعيشة تشاهد الوردات الذابلة فى المزهرية تعدهم جيداً لتتأكد من انهم عشر وردات كما كان عددهم بلأمس وقبل الأمس وكما قطفتهم من حوض الزهور بشرفتها ووضعتهم هناك, تضع يدها بحركة لاإرادية على خصلات الشعر المرتبة خلف أذنها تدارى خيبة الأمل, الوردات فى المزهرية عشر أى أنه لم يمر بالورد , لم يشاهد الزهور المكدسة هناك منذ أسبوع مضى لم يسحب وردة ويتسلل خلفها ويغافلها ويضع الوردة خلف أذنها, تتركهم مكانهم ربما يمر غداً فيرى الوردات ويفاجئها بوردة خلف أذنها لا يهم أن الورود ذبلت فالوردة تكتسب سحرها لأنه يحملها بين يديه.
تدخل المطبخ لتطهو الدجاج لأنه يحب تناول الدجاج يوم الأثنين من كل أسبوع ويحب أن يأكله من يدها لا من يد أم عبده, تعلم أنه لن يأتى وهى لن تأكل الدجاج وحيدة وستصبح وجبة الدجاج أخيراً عشاء لأم عبده وأبو عبده وأولادهم ولكن إن أتى ولم يجد الدجاج الذى يحبه ماذا ستفعل؟ ستطهو الدجاج على أية حال ربما يأتى.
الصنبور فى المطبخ يسرب الماء تحاول إصلاحه فيسرب أكثر ويندفع الماء فى كل مكان وتنفجر هى فى البكاء لأنه ليس هنا ليصلح الصنبور كما فعل دائماً, تبكى لأنه لم يعد يهتم بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة, الصنبور الذى يسرب الماء فى المطبخ, قابس الكهرباء الذى تعطل, مقبض الباب الذى أنخلع، وصفة أدوية الكوليسترول التى كتبها لها الطبيب، أقراص الضغط وموعدها فى ليلة الجمعة مع صديقاتها لجلسات القراءة.
تدخل لغرفتهم تسحب قميصه المفضل الذى يرتديه أيام الجمعه وبنطاله القطنى المريح وتضعهم فى غسالة الملابس تعلم أنه لم يرتديهم فى الأسبوع الماضى ولا الأسبوع قبله ولا قبله ولكنها تريد أن يظل ملبسه المفضل نظيفاً دائماً. تخرج القميص والبنطال من المجفف وتكويهم وتعطرهم بعطره الأثير وتضعهم على الشماعة وتميل برأسها قليلاً و تبتسم أبتسامة رضا وتغلق خزانة الملابس.
تجلس فى شرفتها كل مساء لتشاهد غروب الشمس, لا تفوت الغروب منذ علمها الأستمتاع به.
فى غرفة المعيشة تنظر لكرسيه الذى أعتاد الجلوس عليه أثناء قراءة كتبه أو مداعبة اطفالهما عندما كانوا صغار ثم تنظر لصورته على الحائط وتبدأ فى تحضير كلمات قررت أن تخبره بها غداً عن أنها تشتاق إليه كثيراً وعن أنها تفتقد دفئه بجانبها فى المساء , ليس الدفء الحميمى الذى يهتم به الأصغر سناً ولكن دفء القرب من شخص تحبه ويخاف عليك تعتمد عليه ويحتويك, قررت أن تخبره أنها بكت لأنه لم يكن هنا ليصلح الصنبور ويصفف شعرها ويزينه بورده ويخبرها برأيه فى أى التنانير ترتدى لجلسة القراءة ليلة الجمعة ثم أشفقت عليه لا تريد أن تثقل عليه بالشكوى ستخبره فقط أنها تشتاق إليه .... تشتاق إليه كثيراً.
تهاتف الأبن الأكبر الذى وعد أبنه الصغير وزوجته بقضاء نهاية الأسبوع فى المدينة الساحلية الشهيرة والأبنه الوسطى ستحضر مع أبنتها تدريب السباحة أما الولد الأصغر فسيقضى اليوم مع زوجته فى مزرعة حماه, لا أحد يتذكر ستشكو له من جفاء أطفالهم, لم يعودوا أطفال ولكن فى نظرها ونظره مازالوا أطفال.
تستيقظ فى الصباح الباكر وتسحب ثوب أسود أنيق وأخر أزرق داكن, تفاضل بينهما دائماً ما كره اللون الأسود ترتدى الأزرق وتلف شعرها بطرحتها الدانتيل تتجه للشرفة وتقطف أجمل الوردات تعقدهم بشريط ساتان وردى تركب سيارتها ويتحرك السائق بإشارة من رأسها تسرح فى الطريق ترتب أفكارها ماذا ستخبره فى البداية ؟ هل تشكو له من الأطفال أم لا؟ هل تحكى له عن الصنبور الذى يسرب الماء؟ هل تخبره أنها ملت الوحدة وترغب فى أن تكون بجواره أم أن ذلك سيحزنه؟ وتنتبه على توقف السيارة الذى ينبأها أنها وصلت لوجهتها.
عم محمد يسرع لملاقاتها وفتح باب السيارة لتتمكن من الخروج.حمد الله على السلامة يا ست هانم أنا عملت كل حاجه زى ما حضرتك أمرتى واخد بالى من الزرع والمكان بننظفه كل يوم .... يااااه يا ست هانم مين يقول إن فاتت خمس سنين, تعيشى وتفتكرى.

Friday, February 4, 2011

سيدى الرئيس لطفاً ........ أرحل.


سيدى الرئيس لطالما أكدت أنت وشددت على أننا أبناء سيادتك وأنك تعمل لصالح الوطن لكن عذراً سيدى أنا لا أشعر أنك أبى ولا أرى صالح الوطن الذى تتحدث سيادتك عنه.
سيادة الرئيس فى خطابك الأخير ذكرتنا سيادتكم بتاريخكم المشرَف ولكن أسمح لى سيدى عندما كنتم سيادتكم تدافعون عن سماء الوطن كان أبى يدافع عن أرضه فى سلاح المدفعية وخيرة شباب الوطن كانوا يقدمون أرواحهم فى سماء الوطن بجانبك وعلى الأرض وعلى صفحة مياه القناة لم يمن أحد على أحد بجلب النصر لأن الجميع كان يؤدى واجبه ويلبى نداء الكرامة والعزة كل كان يؤدى واجبه كفرد من أفراد قواتنا المسلحة بمن فيهم سيادتكم لقد كنت تؤدى عملك يا سيادة الرئيس ولم تكن وحدك.
سيدى أنا أحب أبى ولكن ليس لأنه حرر لنا سيناء وهزم اليهود أنا أزهو به لأنه شارك فى منحى مستقبلاً حراً ولكنى أحبه لأنه يحبنى ويسهر على راحتى ولأنه يحرم نفسه الضروريات ليمنحنى كماليات ورفاهيات لأنه يقدم مصلحتى على مصلحته أحبه لأنه يضحى من أجلى ويئن لمرضى ويعنفنى لأنه يريدنى أفضل منه.
سيدى هل تفعل أنت ذلك لأجلى؟
سيادة الرئيس وددت أن أثقل ميزانك بانجازات عصرك من بنية تحتية ومترو الأنفاق وشبكات للطرق ولكن أجدنى عاجزاً لسببين أولهما أنك فى موقعك هذا لتوفر لنا حياة أسهل, طرقاً أأمن مواصلات أيسر وخدمات أوفر أى أنك تقوم بعملك وفى المقابل نمنحك سلطاناً علينا والثانى أنك سيدى لا تمنحنا هذه الأشياء ولكن توفرها لنا من أموالنا من قناة السويس التى هى ملك لنا جميعاً ومن عائدات الغاز الذى أسأتم تسويقه ومن الضرائب التى تقتطعوها من أقواتنا .
وفى النهاية حتى هذه الخدمات لم تصل حتى لنصف سكان القطر المصرى يا سيادة الرئيس.
سيادة الرئيس لقد ولدت فى فترة حكمك وعمرى الأن يناهز الثلاثين أى أنك تحكمنا منذ ثلاثون عاماً.
ثلاثون عاماً لم أر غيرك يا سيادة الرئيس ولم أسمع سوى وعودك التى لم تتحقق ولم يكن لى خيار لأختار أحد سواك سيدى ألم يحن الوقت لإفساح الطريق لأخرين ربما أستطاعوا منحنا وعوداً تتحقق؟
سيادة الرئيس لم أشعر بالتعاطف تجاه خطابكم الأخير عندما أعلنت رغبتك فى أن تدفن فى تراب الوطن أتدرى لماذا يا سيادة الرئيس؟
لأن أثناء حكمك الرشيد رأيت أخواناً لى يدفنون فى قاع البحر وكان جرمهم الوحيد أنهم أستقلوا "عبَارة من اللى بيغرقوا دول" أو لأنهم فروا من جحيم الوطن لذل الرق والاستعباد فى حوارى أوروبا فى زوارق الموت, ولأنى رأيت أخوة لى دفنوا تحت صخور الجبال فى الدويقة فكانت مساكنهم التى أوتهم هى قبورهم ولأنى رأيت أخواناً لى دفنوا فى طقوس هندية حرقاً فى القطارات ودور الثقافة.
سيدى كلنا إلى الموت وكلنا تحت التراب أو بين الرماد أو تحت الصخور أو على موائد أسماك البحر وكلنا سنبعث ونسأل يا سيادة الرئيس.
سيادة الرئيس سمعت من يبكون ويصرخون ويلقبونك ب "بابا مبارك" ولا أدرى إن كنت تشعر فى المقابل أنهم أبناءك ولكن لترحل سيدى ولتأخذ أبناءك معك وأعلم أنك لن تعدم وسيلة لتوفر لهم الرفاهية نفسها التى وفرتها لهم أثناء حكمك لنا فلديك الكثير الذى جمعته من أموالنا فلترحل سيدى ولتصحبهم معك ولكن لا تغرق السفينة قبل رحيلك.
سيادة الرئيس يقولون أن رصيدكم لدينا نفد وأنكم تسحبون الأن على المكشوف وأقول لك سيدى أن بذكرك لا أتذكر ضربتك الجوية ولكن أتذكر أخواناً لى ضربوا حتى الموت فى ميدان الحرية والكرامة سيدى تحملت أن تسكت لسانى وأن تسرق أموالى وتسيىء أستخدام مواردى تحملت تقييد حريتى وحرمانى من حقى فى الأختيار وغربتى بحثاً عن مستقبل لم أجده فى وطنى ولكن لا أتحمل أن تقتل خيرة شباب مصر لا أتحمل أن تروعنى بعصابات همجية لا أتحمل أن أقايض حريتى بأمانى.
سيادة الرئيس رصيدك نفد وأنت الأن تسحب من دماء الوطن ودماء الوطن ليست رخيصة بل هى عملة صعبة والوفاء ليس بمقدورك.
سيادة الرئيس أنا لا أكرهك لأنى لا أعرف ماذا يعنى الكره ولكن أعلم تماماً أنى لا أحبك ولا أعتبرك أبى.
سيادة الرئيس لطفاً........ أرحل بكرامة ولا تغرق السفينة.

Wednesday, February 2, 2011

نقلاً عن مدونة نوارة نجم ..... أنشر بقدر المستطاع





إنما النصر صبر ساعة

نداء الى شعب مصر العظيم:

الشعب المصري يذكر خطبة الرئيس مبارك عام 1981 حين قال أن "الكفن مالوش جيوب" وأنه لا ينوي الترشح للرئاسة إلا لدورة واحدة ثم جثم على صدورنا لمدة ثلاثين عاما.

الشعب المصري يذكر وعود الرئيس مبارك بتشجيع الصناعة المصرية ثم فكك المصانع المصرية وباعها للمستثمرين الأجانب ورجال الأعمال.

الشعب المصري يذكر وعود الرئيس مبارك بتحسين أوضاع محدودي الدخل ثم رفع نسبة الفقر في مصر من 15 بالمائة إلى 45 بالمائة.

الشعب المصري يذكر رد الرئيس على إضرابات 6 أبريل بوعود العلاوة، وما كان منه إلا أن أعطى الموظفين العلاوة في الصباح، وضاعف سعر البنزين في ذات اليوم مساء.

فليذكرنا أحد بوعد واحد للرئيس مبارك تم تنفيذه على مدى الثلاثين عاما. هل خرب نظام مبارك البلاد على مدى ثلاثين عاما ليصلحها في ستة أشهر؟ هل هناك من ضمانة قانونية أو سياسية أو فعلية على الأرض تضمن أن الرئيس سيكمل فترته الرئاسية بسلام ولا يترشح مرة أخرى؟ أم أنه ملتزم أمام الجماهير بالكلمة؟ ومتى كانت لكلمة مبارك ووعوده مصداقية؟

لقد ألقى الرئيس مبارك خطابه عن الإصلاح والزهد في السلطة المزعومين أثناء قطعه للقطارات والطيارات والشبكة العنكبوتية ورسائل الهواتف المحمول النصية. وحتى بعد أن أعاد الإنترنت مازال يحجب موقعي التويتر والفيس بوك، وإنما أعاد خط الإنترنت ليفسح المجال لإدارة عجلة مصالح رجال الأعمال الذين يحمون نظامه.

في جمعة الغضب توقعنا أن يلقي الرئيس مبارك خطابا يقسم فيه صف الشعب، وها هو يحاول، ويلقي بآخر أوراقه، فلنثبت ولنصبر، إنما النصر صبر ساعة، وإنما قوتنا في عددنا المتواجد في الشارع، ونذكر بني الوطن أننا حققنا نصرا مؤزرا على الولايات المتحدة الأمريكية التي سجلت موقفا مشينا في يوم الثلاثاء 25 بدعمها الكامل لنظام مبارك أمام جموع الشعب، ثم ظلت تتخبط وتترنح، وها هي ترفع الراية البيضاء أمام الملايين الرافضين لخطاب مبارك الأخير.

نحن نخوض معركتنا الأخيرة أمام هذا النظام الغاشم، وعلينا الصبر والثبات، فالحرية على الأبواب، ذلك لأن النظام المصري البائد لو نجح، لا قدر الله، في إدخالنا للبيوت فإنه سيضرب على رأس الوطن بيد من حديد، وسيتخذ كل الإجراءات اللازمة من بلطجة، وتنكيل، وتكميم للأفواه، وربما تفجيرات متعمدة تستوجب أحكاما عرفية، ليضمن ألا نعود للشارع مرة أخرى، ولن يتزحزح عن مكانه، بل وسينكل بنا وينتقم منا كعهده دوما معنا.

يا بني مصر.. الثبات الثبات الثبات، فالحرية على الأبواب، وهذه هي المعركة الأخيرة، وسلاحنا الوحيد هو بقاؤنا في الشارع بالملايين حتى يرحل هذا النظام، بل إننا إن ثبتنا قد يسقط النظام وأذنابه قبل جمعة الرحيل.

ونحذر شعب مصر العظيم، من بعض رموز النخبة المنتفعة والتي تستغل الثورة الشريفة لتحقق مكاسبا وتعقد صفقات مع النظام على حساب دماء شهدائنا.

ونتوعد كل الرموز الإعلامية المنتفعة الدنيئة بأن الشعب سينتصر في معركته وسيحاسبهم حسابا عسيرا.