Thursday, December 30, 2010

تأريخ




كل سنين العزلة


كل الأيام من بعد رحيلك تتشابه مع تاريخ العزلة.


تأريخ العزلة يعود لحقب سابقة لتفتح زهرك, حقب جدباء لا تعرف كل التفاصيل التى ينثرها الصبح على أوراق الأزهار, حقب لا تعرف تعقب أقواس الألوان فى سماء صافية يكسوها رذاذ المطر الدافيء, حقب لم تألف سرقة لحظات الفجر وتتبع خيط الشمس الذهبى الأول وهو يرسم لوحات من ضوء على صفحة مرج أخضر أو صفحة بحر أزرق, حقب ببساطة لم تعرف معنى الألوان, حقب عاشتنى فى الزمن الأول قبل الميلاد.


قبل الميلاد تصطف تماثيل الماضى بملامح عابثة وجبين مقطب وشفاة لم تنبت يوما فيها بذور البسمات,


كل التماثيل تماثلنى فهنا تأريخ حياتى فى عصور مظلمة خالية منك.


قبل الميلاد شيد صرح منقوش بنقوش أبدية لبحار تخلو من شطأن وزهور خاصمت الألوان لطيور ثكلى يشغلها النوح عن التغريد ولأشجار تخنقها الأغصان. لشخوص حادة حجرية شكلها أزميل صخرى لا يعرف غير النحت وأبداً لم يتعلم شيئأً عن فن الألوان.


قبل الميلاد أكتشفت لغة الصمت المطبق كتبت بحروف من صمت لم تنطق أبدا لكن حفرت فى كهوف يكسوها حجر صوان مصمت كالصمت المطلق لللغة الرسمية الأولى لممالك تاريخ العزلة لممالك قبل الميلاد.


قبل الميلاد كل الأيام تتشابه مع كل الأيام, تشبه ...... لا أعرف ماذا تشبه لكن فلتقرأ فصل من تاريخ العزلة وتخيل إنسان يحيا فى عالم لم يكتشف الألوان وستعرف أن الأيام قبل الميلاد لا تشبه شىء تعرفه لا تشبه حتى اللون الأسود فالأسود ضمن الألوان وتاريخ العزلة كما قلنا لم يعرف معنى الألوان.


أثار التاريخ السابق لوجودك شاهدة على حقب عامرة بالعزلة وعصور زاهية للوحدة وممالك تخترع الأحزان.


من أقدم أثار التاريخ هرم شيد فى زمن غابر تتكدس في أقبيته كل كنوز الوحدة, فى حجرة دفن تتمدد مومياء وحيدة, وتعج الجدران بنقوش تأبى أن تتجمع حتى فى لوحة فيدير النقش الظهر لظهر النقش الأخر ونقوش الوحده مزخرفة باللا ألوان.


كل الأيام من بعد رحيلك تتشابه مع تاريخ العزلة,


من وقت الغزو الأول لجيوشك لممالك عزلتى الأزلية يعرف تأريخاً بعصور ما بعد الميلاد يتمايز ما بعد الميلاد بتطور فى فن النقش بشخوص باسمة ونقوش تتشابك تتعانق تتقافز تصبغها الألوان.


بعد الميلاد اكتشفت كل الألوان.


وغياب الألوان يعود بنا لدروس التاريخ الماضى وفصول كتاب التاريخ تذكرنى أن الأيام من بعد رحيلك تتشابه مع تاريخ العزلة.

Sunday, December 26, 2010

تحت العشرين




ما أنا خبيت عليها عشان ما أجرحهاش.


أنا عارف أصلاً إنها أول لما تعرف هتزعل وتعمللى مشكلة مع أنى معملتش حاجة تزعل هى اللى دايماً بتكبر كل المواضيع وتقفل معايا وتقعد زعلانة.


احنا أصلاً بنتخاصم أكتر ما بنتكلم.


بس أنا مش باحب أزعلها عشان كده مقلتلهاش مكنش قصدى أزعلها.


أنا أصلاً قابلت ندى بالصدفة وهى عارفة ندى طول عمرها جدعة مع الناس كلها ومكنش ينفع أسيبها وأمشى وبعدين إحنا مكناش فى كازينو بنشرب أتنين لمون يعنى إحنا كنا وسط الناس ورايح أوصلها علشان تركب المترو, وبعدين الشنطة الكبيرة اللى بيشيلوها دى والبتاع التانى اللى بيحطوا فيه الألوان كانوا عاملينلها لخمة وكانت شايلة شنطتها واسكتشات كبيرة فى إيدها وأصلاً الموبايل بتاعها وقع والورق اللى كانت راسمة فيه بالرصاص ده وشوية ورق شفاف وحاجات تانية وقعت من الاسكتش واتبعترت على الرصيف اللى جنب المتحف هى كانت هناك بترسم مش عارف لوحة فرعونى باين.


أنا كنت ماشى رايح ناحية قصر النيل ولقيتها فجأة قدامى والحاجات متبعترة قمت رحت لميتهم معاها وشيلت منها الشنطة الكبيرة والاسكتشات وسألتها رايحة فين قالتلى إنها مروحة الحلمية قلتلها هاوصلك للمترو ومشينا سوا.


ندى أصلاً زى أختى يعنى أنا مكنتش ماشى معاها يعنى باتعايق ده أنا كنت باوصلها وبعدين ندى حلوة ورقيقة أه وبتاخد بالها من لبسها وعندها ذوق فى كل حاجة حتى فى معاملة الناس وحساسة بس مش معنى كده إنى معجب بيها يعنى, يعنى كنت اسيب الحاجة تقعد تقع منها كل شوية؟.


وبعدين طول الطريق مكناش بنقول كلام حب يعنى إحنا كنا بندردش عادى وكانت بتحكيلى عن اللوح بتاعتها واتكلمنا شوية عن طارق وقالتلى إنها خلاص سابته وأنها اكتشفت إنها مش بتحبه هو طارق مايستهلهاش أصلاً واد جلنف كده معنوش دم وتنح وأحسن إنها نفضتله مش عارف أساساً كان إيه اللى عاجبها فيه.


وبعدين لو قلتلها إنى قابلت ندى كان ركبها ميت عفريت, هى بتغير من ندى بقى أنا مكنتش عاوز أقول كده بس طول عمرها من وإحنا فى ثانوى كانت بتغير من ندى وكانت بتتضايق إن كل الولاد فى المركز عاوزين يكلموا ندى وخصوصاً فى محاضرات الفرنساوى عشان ندى بتنطق الفرنساوى حلو أوى وكل العيال كانوا عاوزين يصاحبوها عشان هى رقيقة بس ندى مكنتش بتكلم حد وعشان كده كانت بتقول عليها مغرورة بس أنا دايماً كنت باقولها لأ دى مؤدبة تقوم تتخانق معايا وانبسطت أوى إن ندى دخلت أدبى عشان مبقتش بتحضر معانا محاضرات العلمى فى المركز بس برضه كانت بتحضر معانا محاضرات العربى....... والفرنساوى.


وبعدين أنا وصلت ندى للمترو جرى إيه يعنى ما إحنا بنخرج من الجامعة نروح وسط البلد وأوقات بنروح فنون جميلة عشان أشرف ومى والواد خالد بيكاسو وكنا اوقات بنقابل ندى هناك وبنخرج كلنا نروح سوا إشمعنى المره دى يعنى فيها إيه يعنى لما تكون هى معانا ولا لأ عاوز أعرف إيه الفرق يعنى هاكل ندى يعنى وإحنا لوحدنا ولا هى اللى هتاكلنى ولا هو نكد وخلاص.


وبعدين المترو كان زحمة وملحقناش عربية السيدات والعربية اللى لحقتها كانت مليانة شباب غلس فركبت معاها عشان محدش يضايقها يعنى مش مستاهلة الحرب اللى قومتها دى مكناش راكبين مركب فى النيل يعنى وبعدين ندى طول عمرها ذوق وأنا اتكسفت أسيبها لوحدها.


وبعدين وصلتها الحلمية وخلاص هى صممت تعزمنى على عصير عند المحل اللى على أول الشارع رحنا شربنا العصير وكان البيت خطوتين وصلتها تحت البيت وسلام سلام إيه اللى جرى يعنى؟


كله من مى أصلاً ولعتها حريقة عشان أكيد هى اللى قالتلها ما هى بلكونة المطبخ بتاعتهم بتبص على الشارع اللى على ناصيته بتاع العصير تلاقيها شافتنا ومكدبتش خبر وتلاقيها راحت هولت الموضوع عاملة فيها صاحبتها الأنتيم طب ما أشرف بيعك يعنى ولا هى عاوزة تخرب الدنيا عشان ميبقاش حد أحسن من حد.


وبعدين هى لما سألتنى كنت فين إمبارح قلتلها كنت مع أشرف وخالد ما أنا لما كنت رايح قصر النيل كنت هاقابلهم هناك ولما قعدوا يتصلوا عليا وأنا لقيت إنى هتاخر قلت لهم خلاص أمشوا أنتوا وأنا هاقابلكوا بالليل عند البيت مكنتش باكدب أنا كنت أصلاً ناوى أروح لهم ومحبتش أقول لها إنى مرحتش عشان هتفتحلى سين وجيم ولو عرفت موضوع ندى كانت هتزعل أهى دلوقتى زعلت عشان ندى وزعلت عشان خبيت عليها وبتقولى إنى لو مكنتش خبيت كان هيبقى عادى لأ مكنش هيبقى عادى أنا عارفها أساساً ده أنا لو بصيت لقطة فى الشارع بتعمللى حوار.


وأشرف ده كمان كان لازم يعنى يتسحب من لسانه ويقول لمى إنى مكنتش معاهم؟ هى مى تلاقيها لما شافتنا قالتلها قامت هى أتصلت بيا ولما قلتلها إنى كنت مع أشرف وخالد قفلت معايا وكلمت مى تانى طبعاً الست مى أتطوعت وكلمت أشرف اللى قال أنى مكنتش معاهم وهى عارفة أصلاً أنى مكنتش فى وسط البلد ما هى شافتنا فى الحلمية عند بتاع العصير, لو كنت كلمت أشرف فطمته كان الموضوع خلص بس أنا لما قفلت معايا أفتكرت الموضوع خلاص ومكنتش عارف موضوع الست مى دى كمان.


وبعدين عاملالى جو ساسبنس وعاوزة أقابلك وبعدين تقوللى ناس شافوك وناس قالولى وأنت مكنتش مع أشرف وخالد ما أكيد مى هانم يعنى مين غيرها؟ ناس مين يعنى اللى هيهدوا النفوس غير الست مى حريقة وبعدين خدت الموبايل على فجأة وأنا مكنتش مديها خوانة, إيه يعنى لقت تلاته ميسد كول من مى ورسالة منى لمى وبعدين فيها إيه يعنى لما أبعت لمى رسالة أقولها هابى فلانتين؟!!!!!!

Friday, December 24, 2010

كراسة الواجب - 2



حل الواجب المحول من العزيزة دكتور/ ولاء صلاح صاحبة مدونة دمعة حنين


الواجب عبارة عن مجموعة من الأسئلة مطلوب الإجابة عنها


تعريف مختصر بالمدون


الأسم: الحسينى أحمد


السن: 28 سنة


الحالة الإجتماعية: أعزب


المهنة : مراجع "مدقق حسابات"


مقيم حالياً بالرياض


المكانة العلمية والدراسية التى وصل إليها المدون والتى من خلالها يستطيع أن يقدم خدماته للمجتمع.


حاصل على بكالوريوس التجارة جامعة عين شمس مسجل بسجل المحاسبين والمراجعين المصرى "شركات أشخاص" وباستعد بإذن الله لامتحانات جمعية المحاسبين والمراجعين المصرية.


سبق لى التسجيل فى دبلوم المراجعة جامعة عين شمس ولكن تركته لأنه فى وقتها لم يمثل لى أى إضافة عن الحشو المعتاد أثناء الدراسة الجامعية


البداية فى التدوين "تاريخ"


أول تدوينة لى كانت بتاريخ 15 نوفمبر 2006 "باللغة الانجليزية"


أول تدوينة بالعربية 26 سبتمبر 2010


كيف كانت البداية فى التدوين؟


فى البداية سمعت عن المدونات وعن إمكانية إنشاء مدونة خاصة تنشر عليها كلامك أو أراءك أو كتاباتك وأنشأت مدونتى لنشر بعض النصوص اللى كتبتها باللغة الأنجليزية للتدرب على الصياغة باللغة الأنجليزية ولكن منشرتش أكثر من نصين :) بعدها أهملت المدونة تماماً وكنت باكتب "notes" بالعربى وبانشرها على حسابى فى الفيس بوك لأنها وسيلة سهلة ولأنى نسيت المدونة تماماً.


بعدها أصبحت أتابع عدد من المدونات خلال تصفحى للأنترنت وأعجبتنى بعض المدونات وقررت أرجع للمدونة وأنشر عليها اللى باكتبه خصوصاً أنى كان عندى حاجات كاتبها على الكمبيوتر ومنشرتهاش قبل كده على الفيس بوك.


ليه أنا مدون؟


أمممم أنا مدون لأنى باحب الكتابة معنديش سبب تانى غير أنى باحب أكتب وعلشان كده باكتب وباكتب اللى بيخطر على بالى وبس وبراعى فى اللى باكتبه أنه يكون كلام محترم ومناسب طالما أنه متاح لناس تانية تطلع عليه.


ما هى طموحاتك فى التدوين؟


ولا حاجه لأنى باكتب علشان أحكى مع نفسى وعاوز أحكى مع نفسى على قد ما أقدر وبس.


بس لأنى دايماً أصاب بالملل بسرعة نفسى ميتحولش الملل ده لملل من التدوين.


ونفسى لما أكتب يكون كلامى مفيد للناس وممتع مش تضييع وقت .


أكتب عن شيء تحبه.


وجودى وسط أهلى وأصحابى.


الزرع , الصحراء, البحر وكل المناظر الطبيعية.


الأطفال , الطيور والحيوانات خصوصاً الصغيرة زى القطط الصغيرة .


القراءة , الكتابة, الرسم.


أفلام الكارتون, الخروج والتمشيه لوحدى فى أى مكان.


باحب خان الخليلى والحسين والغورية ووسط البلد.

منظر الشوارع النظيفة المرتبة الهادية.

الجو الحلو فى أى فصل من فصول السنة.


حاجات كتيييير :)


واجب تانى


من أرسل لك الدعوة؟


دكتور/ ولاء صلاح صاحبة مدونة دمعة حنين.


المواقع المفضلة التى تزورها باستمرار مع رابطها والأستفادة منها.


موقع الويكيبديا عربى أو إنجليزى أى معلومة محتاجها تقريباً بالاقيها هناك.

موقع جوجل طبعاً غنى عن التعريف.

مواقع تحميل الكتب المجانية مش حاجة محددة بابحث باسم الكتاب ولو لقيته فى موقع كويس وسهل عادة باسجلة فى المفضلة عندى.

وطبعاً المدونات اللى بتابعها وبعض الصحف المصرية ومواقع الأخبار زى ال بى بى سى العربى .

لنبدأ من جديد "تحديث"

النص بعد تدقيقة من قبل الأستاذة لبنى مدونة UNIQUE

أتملل من البرودة وأحاول البقاء على لوح الثلج لماذا لم أعد أذكر لون عينيكِ؟

أنظر إليكِ فلا أرى ملامحك التى حفظتها أتساءل ماذا ترين عندما تنظرين إلى ثم أعود فأتساءل هل حقا مازلتِ تنظرين إلى؟

كيف وصلنا هنا ؟ كيف تقلص عالمنا الدافئ الرحب إلى رقعة ثلجية مضطربة تطفو على صفحة ماء راكد نتنفس هواء ثقيلا يزيدنا رغبة فى الابتعاد وكل منا ينتظر قرار الآخر بالمغادرة.

يدير كل منا ظهره للآخر وتزداد البرودة كلانا يحتاج دفء الأخر بجانبه ولكن نستمر فى العناد الأخرق تسرى البرودة حد التجمد ونعجز عن تمرير دفء الذكريات القديم فقد نضب المعين ونفد رصيدنا من الذكريات,

لا جدوى من شحن الخواء بداخل أرواحنا بنيجاتيف يحمل لقطات تكشف أسناننا كطقس للبهجة فى كرنفالات حب مضت الخواء متخم بنيجاتيف عابس ألتقط خلف الكواليس.

يلفظ الخواء البهجة كلما حاولنا حشوه بها كحيلة أخيرة للبقاء على لوح الثلج المشروخ وتبوء محاولات الإنعاش الأخيرة بالفشل فقد أصبح التجمد طقسنا المذموم الجديد.

نجدف فى اتجاهين متضادين لأن كلينا لا ينظر باتجاه الآخر فيرتبك لوح الثلج ويزداد الشرخ.

هل تعرفين متى تبدد الدفء ؟

عندما لم تعد هناك مساحة على باب الثلاجة لورقة صغيرة مملوءة عن أخرها بكلمة "سأشتاق إليكِ" ألصقها فى الصباح وأعود سريعاً فى المساء لأبحث عن رد على ورقة مطوية على سريرى محشوة بكلمة "أحبك" حينها تسرب قليل من الدفء.

عندما توقفت عن قراءة كلمة "أحتاج إليك " فى عينيكِ وتوقفتِ عن فك شفرة " سامحينى" أمررها فى لمساتى لكِ هنا فقدنا المزيد من الدفء.

عندما أصبح الملل من الانتظار بديلاً للشوق وأصبح الصمت حوارنا الجديد هنا بدأ التجمد.

عندما أهملت المرور على بائع الورد عند الناصية وتوقفتِ أنتِ عن إشعال الشموع على مائدة العشاء وفقدنا التفاصيل الصغيرة التى ميزتنا عنهم أصبحنا مثلهم, مثل كل القابعين على ألواح الثلج المشروخة.

عندما تشيحين بوجهك عنى ماذا ترين على الجانب الأخر؟ هل تشعرين بالأمان؟ أعدك أنى بدونك لا أشعر بالأمان, عندما أنظر بعيداً عنكِ أفقد الانتماء لكل شيء تتجمد الموجودات كلها وأحن إلى دفئنا القديم.

أختلس نظرات إليكِ وأراكِ تنظرين بطرف عينيك فيسرى دفء الأمل وأحاول التطلع بإمعان لأتذكر لون عينيك تمررين لى نظرات مفادها "أشتاق إلينا" يلتفت كلانا للآخر ونبدأ فى التجديف فى نفس الاتجاه.

لم تعد هناك حاجة لورقة مطوية رغبت فى تمريرها لك سطرت بداخلها سؤالا "هل نبدأ من جديد"؟

جزيل الشكر

Sunday, December 19, 2010

لنبدأ من جديد




أتملل من البرودة وأحاول البقاء على لوح الثلج لماذا لم أعد أذكر لون عيناكى؟


أنظر إليكى فلا أرى ملامحك التى حفظتها أتسائل ماذا ترين عندما تنظرين إلى ثم أعود فأتسائل هل حقا مازلت تنظرين إلى؟


كيف وصلنا هنا ؟ كيف تقلص عالمنا الدافىء الرحب إلى رقعة ثلجية مضطربه تطفو على صفحة ماء راكد نتنفس هواء ثقيل يزيدنا رغبة فى الابتعاد وكل منا ينتظر قرار الأخر بالمغادرة.


يدير كلاً منا ظهره للأخر وتزداد البرودة كلانا يحتاج دفء الأخر بجانبه ولكن نستمر فى العناد الأخرق تسرى البرودة حد التجمد ونعجز عن تمرير دفء الذكريات القديم فقد نضب المعين ونفذ رصيدنا من الذكريات,


لا جدوى من شحن الخواء بداخل أرواحنا بنيجاتيف يحمل لقطات تكشف أسناننا كطقس للبهجة فى كرنفالات حب مضت الخواء متخم بنيجاتيف عابس ألتقط خلف الكواليس.


يلفظ الخواء البهجه كلما حاولنا حشوه بها كحيلة أخيرة للبقاء على لوح الثلج المشروخ وتبوء محاولات الأنعاش الأخيرة بالفشل فقد أصبح التجمد طقسنا المذموم الجديد.


نجدف فى اتجاهين متضادين لأن كلانا لا ينظر باتجاه الأخر فيرتبك لوح الثلج ويزداد الشرخ.


هل تعرفين متى تبدد الدفء ؟


عندما لم تعد هناك مساحة على باب الثلاجة لورقة صغيرة مملؤة عن أخرها بكلمة "سأشتاق إليكى" ألصقها فى الصباح وأعود سريعاً فى المساء لأبحث عن رد على ورقة مطوية على سريرى محشوة بكلمة "أحبك" حينها تسرب قليل من الدفء.


عندما توقفت عن قراءة كلمة "أحتاج إليك " فى عيناكى وتوقفتى عن فك شفرة " سامحينى" أمررها فى لمساتى لكى هنا فقدنا المزيد من الدفء.


عندما أصبح الملل من الانتظار بديلاً للشوق وأصبح الصمت حوارنا الجديد هنا بدأ التجمد.


عندما أهملت المرور على بائع الورد عند الناصية وتوقفتى أنت عن إشعال الشموع على مائدة العشاء وفقدنا التفاصيل الصغيرة التى ميزتنا عنهم أصبحنا مثلهم, مثل كل القابعون على ألواح الثلج المشروخة.


عندما تشيحين بوجهك عنى ماذا ترين على الجانب الأخر؟ هل تشعرين بالأمان؟ أعدك أنى بدونك لا أشعر بالأمان, عندما أنظر بعيداً عنكى أفقد الأنتماء لكل شىء تتجمد الموجودات كلها وأحن إلى دفئنا القديم.


أختلس نظرات إليك وأراكى تنظرين بطرف عيناك فيسرى دفء الأمل وأحاول التطلع بإمعان لأتذكر لون عيناك تمررين لى نظرات مفادها "أشتاق إلينا" يلتفت كلانا للأخر ونبدأ فى التجديف فى نفس الأتجاه.


لم تعد هناك حاجة لورقة مطوية رغبت فى تمريرها لك سطرت بداخلها سؤال "هل نبدأ من جديد"؟

Tuesday, December 7, 2010

الشمس فى كبايه




تانى عريس ترفضه الشهر ده أبوها دايماً يقول هى اللى هتتجوز مش أنا حقها تختار اللى هتعيش معاه أنا مقدرش أغصبها بس دايما كانت بتشوف الحزن فى عينه بعد كل عريس ترفضه عارفه أنه نفسه يجوزها أو يسترها زى ما دايماً بيقول.



اللى كانت مستغربه له إن أمها مش بتعترض يعنى كانت تستنى لما تشوف العريس وبعدين تسألها على رأيها ولما ترفضه كانت بتحس من عين أمها أنها أرتاحت عشان هى رفضته.



دخلت على أمها فى البلكونه وهى قاعده بتشرب شاى العصارى وأبوها كان دخل يقيل فى أوضته قالت لها عاوزه أكلمك فى موضوع, قالت لها سامعاكى.



أتلجلجت شويه وبعدين قالتلها حسام زميلى فى الشغل عاوز يجى يقابل بابا بكره .



أمها ابتسمت وقالتلها هو اللى مخليكى ترفضى العرسان؟



أتكسفت وحطت وشها فى الأرض أمها قالتلها تعالى أقعدى جنبى هاقولك كلمتين.



قعدت جنبها واستنت, أمها خلصت الشاى وقالتلها عارفه كل العرسان اللى اتقدمولك دول, ولا واحد فيهم حسيت أنه هياخد باله منك أوعى يكون حسام ده زيهم.



قالتلها لا يا ماما حسام ده شاب جدع بجد راجل وبيخاف عليا عشان كده أول ما فاتحنى قاللى أنه عاوز يجى البيت.



قالتلها يقدر يجيب لك الشمس فى كبايه؟



أستغربت قوى وبصت لأمها.



أمها قالت لها وأنا بنت أربعتاشر كانوا الخطاب مبيبطلوش خبط على بابنا قامت أمى اللى هى جدتك حكيتلى حكاية قالتلى أن لما جدك أتقدم لها شرطت عليه يجيب لها الشمس فى كبايه قام خرج من غير كلام مد أيده للشمس أتفتفتت فى أيده أصل الدنيا كانت شتا والشمس باهته استنى تانى يوم وخرج فى عز الأياله برضه لقى الشمس يمسكها تتذر فى أيديه قام شد الرحال على الصعيد هناك الشمس حامية وعدت عشر ايام وتسع ليالى ورجع بالزفة والطبل والزمر وجايب معاه الشمس فى كبايه.



لما جدتك حكيتلى على الحكايه كان وقتها أبوكى بيبص عليا فى الروحه والجايه كان موظف أد الدنيا وكل البنات عينها عليه وهو كانت عينه عليا بس أنا مكنتش باديله ريق ماهو الواحدة لازم تتعزز, لحد ما فى مره قابلنى على ناصية شارعنا وقاللى أنا عاوز أزوركم فى البيت يومها قلت له من غير كسوف عاوزنى يبقى تجيب لى الشمس فى كبايه.



غاب يومين ودخل علينا اليوم التالت ومعاه فى أيديه اليمين مهرى وفى أيديه الشمال الشمس فى كبايه.



تعرفى أننا كنا فى أغسطس فى عز الصيف وعين الشمس حمرا موهوجه أبوكى سهر يومين يفكر وتالت يوم قام من الفجريه أستنى الشمس تطلع وراح ساحبها من خيوطها بس الشمس عفيه قعد يشد فيها وهى تعافر قاللى أنها كانت عامله زى المهره الحرنانه بس برضه مسابهاش حتى بعد ما شعوطت أيديه وعلى العصريه كان حطها فى الكبايه ودخل علينا وطلبنى.



الراجل اللى يحب واحدة يجيبلها الشمس فى كبايه.



بعد ما سمعت الحكايه قامت دخلت أوضتها وقفلت على نفسها فضلت سهرانة طول الليل تفكر ولما طلع النهار قامت وجهزت نفسها, على المغربيه جه حسام وأمه قعدوا فى الصالون وبعد ما خدوا واجبهم أمه قالت أبنى عاوز بنتكم ومستعد لكل اللى تطلبوه حسام بص لها وقال ومتشيلوش هم أى حاجه المهر والشبكه اللى تأمروا بيه.



بصت لأمها ومالت عليه وقالت له بشويش أنا مش هأتقل عليك أنا مهرى أنك تجيب لى الشمس فى كبايه.

تمت

الحكاية بدأت هنا http://zainabmagdy.blogspot.com/2010/11/blog-post_12.html

Sunday, December 5, 2010

هلاوس




دائماً ما شعرت أننا كلنا "دوريان جراى " من قصة "صورة دوريان جراى" كلنا يحمل شخصية بداخله غير التى يبديها للناس وكلما قامت تلك الشخصية الخفية بتصرف سيىء إزداد قبح الصورة فيما نظل نحن امام الناس اشخاص لطيفة بريئة فصورة دوريان جراى لدينا جميعا ولكن يختلف قبح الصورة بحسب قبح الشخصية الخفية.ليتنى أرى صورتى .

Friday, December 3, 2010

كراسة الواجب




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أولاً أنا هاكتب التدوينة دى بالعامية علشان مش راكبة معايا غير كده J


ثانياً التدوينة دى هى حل الواجب المحول من العزيزة شيرين سامى صاحبة مدونة حدوتة مصرية


الواجب عبارة عن سؤالين


الأول هل أنا فضولي و بحب أتدخل في شئون الآخرين؟


بصراحة لأ لسبب بسيط أنى مش باحب حد يتدخل فى أى حاجه شخصية بالنسبة لى والفضول صفة وحشة أوى لما تعنى التطفل على الناس وأنك تفرض نفسك عليهم بدون مناسبة والنتيجة الطبيعية أنى مش باسأل على أى حاجة شخصية إلا لو الشخص صاحب الموضوع هو اللى ابتدى يتكلم فيها وبرضه لما يكون بيحكى مش باقاطعه عشان أعرف تفاصيل التفاصيل الجانبيه للموضوع اللى ممكن تكون تفاصيل شخصية حتى لو هو اللى كان بيحكى لكن برضه هو يقول اللى هو عاوز يقول عليه وخلاص حتى مع أصحابى القريبين جداً.


على النقيض تماااااااماً فى البيت حشرى جداً لأقصى درجة متطفل أكتر من كائن أميبا طفيلى اللى كنا بنسمع عنه فى تالته أول فضولى وباحب أعرف كل حاجه J ودى عادة عندى أنا وأخواتى مع بعض ومتعودين عليها.


الثانى ما هي الأسئله التي تستفزني؟


نتفق على قاعدة مهمة وهى أن كل سؤال من عينة أنت نمت؟ أنت لسه صاحى؟ أنت جيت؟ أنت نازل ؟ كلها أسئلة تفقد معنى السؤال لأنى أكيد صاحى طالما أنت شايفنى لسه صاحى أو أنا قدامك يبقى أنا جيت أو أنا لبست هدومى ومتجه للباب يبقى أنا نازل فكل الأسئلة دى فقدت المعنى بتاعها لأن اجابتها قدام اللى بيسأل وعشان كده بتبقى مستفزة أوى.


هترجع امتى؟ مش عارف فبلاش السؤال ده خصوصاً لو خارج مع اصحابى مش بنقعد باستوب ووتش يعنى هنرجع لما نقول ياللا كفاية كده يعنى مفيش مواعيد محددة.


هتاكل ايه النهاردة؟ رغم أن ماما ربنا يديها الصحة بتسأل كل كائن موجود فى البيت السؤال ده لكن عمرها ما بتاخد إجابة مقنعه كل واحد بيقول الى موجود أو اللى هتعمليه أنا بتضايق من السؤال ده أوى ومش باحبه بصراحه محير جداً "نصيحة لأى واحدة مسئولة عن بيت أعملى أى حاجه وريحى دماغك واللى موجود هيتاكل"


صنف تانى من الأسئلة المستفزة زى ايه الجديد؟ لما تكلم حد على التليفون او تقابله ويسألك كل مره على الجديد حتى لو بتتكلموا كل يومين "لو فى جديد أكيد هتعرف ولو مفيش خلاص ممكن تقوللى أنت على الجديد بتاعك لو عاوز معنديش مشكلة"


بتقبض كام؟ بصراحة مش عارف الناس أزاى بتتجرأ وتسأل السؤال ده "سواق التاكسى بيسألنى راتبى كام تصدقوا دى؟"


لما يكون حد تعبان وييجى حد يسأل هو عنده ايه؟ بلاش تحط نفسك فى موقف محرج أو تحط الناس فى الموقف ده علشان ده شيء شخصى لو المرض تعدى الأنفلونزا ميصحش تستفسر عنه وتتدخل علشان تعرف تفاصيله.


أخيراً هتنزل أجازة أمتى؟ طبعاً للى ميعرفش أنا باشتغل بره مصر وأجازتى سنوية عادة, باتضايق قوى لما أكون مسافر بقالى شهر وأكلم حد يقوللى هتنزل أمتى ويتكرر السؤال ده فى كل مكالمة غير أنه سؤال مستفز فهو بيضايق كمان.


طولت عليكم معلش


أحب أشكر العزيزة شيرين وأتمنى يكون حل الواجب يستاهل نجمه J


كمان أحب أشكرها على تنويه بؤجة الخير الشتويه هى وكل المدونين اللى نشروا التنويه وأضم صوتى لصوتهم وأقول الدال على الخير كفاعله واللى مش هيشارك بالتبرع أو الحضور ممكن يشارك بتمرير التنويه يمكن يكون سبب لوصول مساعدة لحد محتاج ومتنسوش النية فى عمل الخير وانتم بتشاركوا أو حتى وانتم بتمرروا التنويه وده اللينك بتاع التنويه من بيت المدونين


http://bloggers-house.blogspot.com/2010/11/blog-post_24.html


لو أنا مضطر أمرر الواجب مش عارف أمرره لمين لأن تقريباً كل المدونين اللى باتابعهم أو بيتابعونى حلوا الواجب قبل كده


ممكن أمرره للأخ أشرف محيى الدين صاحب مدونة أفكار وتساؤلات


الأخ محمد جمعة صاحب مدونة يوميات إنسان


ولكل مدون يشوف التدوينة دى وميكونش حل الواجب ده قبل كده


تحياتى للجميع

Friday, November 26, 2010

الكتابة




الكتابة مثل فراشة شقية زاهية الألوان لا تتوقف عن الدوران حولك, تحاول بشتى الطرق الامساك بها فتفشل تطاردها فى كل الأماكن فتقترب منك لتوهمك بأنك حصلت عليها فتطبق يديك جيداً وتنظر داخل يديك بحرص فتجدها فارغة, تغيب بالأيام فلا تجد لها أثر تدللها تارة وتقرب لها الأزهار تقدم لها القهوة والشيكولاته وكل الطقوس الأخرى الملهمة فتنظر لك من بعيد, تثور تارة أخرى على الأقلام والورق وتلعن الفراشة ثم تيأس وتخلد للنوم تستيقظ فى منتصف الليل لتجد الفراشة تقف على أنفك وليست لديها أى نية للرحيل أو الأنتظار حتى تطلع الشمس.


أتسائل إلى أين تذهب الفراشة عندما لا تكون هنا؟

Monday, November 22, 2010

أحفظك عن ظهر قلب




أتدرين أنى أحفظك عن ظهر قلب ؟



أعرف كيف تفضلين البيض فى إفطارك ومتى سترشفين رشفة من فنجان شايك ودرجة حرارة الماء فى حمامك وعطرك الذى ستختاريه من بين ألاف العطور.



أعرف ما الذى ستشتاقين إليه فى طعام الغذاء اليوم والفيلم الذى ستشاهديه للمرة المائة فى ليلة الجمعة وأى حذاء ستختارين لبداية أسبوع كئيبة أو لعيد ميلادى.



أعرف ماذا ستختارين لى هدية فى عيد ميلادى أعرف كيف ستتلبسين روحى لتقرأى أفكارى وتختارى الهدية التى أتمناها ستحضرين لى الشال الذى شاهدته الأسبوع الماضى وأعجبنى كثيراً وستحضرى معه ميدالية مفاتيح فضية أعجبتك بدلاً من ميداليتى رديئة الصنع التى دائماً ما تفلت مفاتيحى وأعود بها وحيدة فى كل مرة وستضعين الشال فى علبة زرقاء لأنى أحب اللون الأزرق والميدالية ستضعينها فى علبة قطيفة حمراء كعلبتك الأثيرة.



أعرف أين ستختبئين منى عندما أعود اليوم من عملى لا تقلقى سأتظاهر بأنك فاجأتينى وأنى فزعت من ظهورك الذى أحفظه ألم أفعل دائماً؟ أعرف أنك لن تثرثرى على الغداء وستتطلعين إلى عينى كثيراً وأعرف أنك تطهين الأسباجتى والأسكالوب لأنى أحبهما وأنك لن تأكلى كلاهما وستتظاهرين بلف الاسباجتى على شوكتك حتى أنتهى من غدائى لأن اليوم ليس يوم "الفرى داى" فى حميتك.



أعرف أيضاً أنك ستتململين كثيراً أمام التلفاز ثم تشتكى لى من رئيستك فى العمل وصديقتك التى تغار منك ومنى ومن حارس العقار الذى لا يتقن أى شيء وسائق التاكسى الذى أقلك فى الصباح ومن الشمس التى لوحت بشرتك فى طريق عودتك للمنزل ومقدمة الحذاء اللعينة التى أعتصرت أصابعك بلا رحمة طوال النهار ومن حبات البصل الخبيثة التى أدمعت عينيك وانت تعدين طعام الغداء وستسأليننى بعدها هل أنا ثرثارة ونكدة ؟ وسأجيبك بأنك أجمل ثرثارة وأقرب النكدات إلى قلبى وستعقدين حاجبيك فى غضب لأنى أسميتك ثرثارة ونكدة وعندها سأنظر إليك وأعقد حاجبى مقلداً إياك ونستغرق فى الضحك فتقتربين منى وتضعين رأسك على كتفى وستخبريننى بأنك تحبين هنا ثم ستنظرين إلى لتطلبى طلباً غريباً ربما تطلبين منى ألا أذهب غداً لعملى أو أن نقضى الليل معاً فى شرفتنا ننتظر شروق الشمس.



أعرف كيف ستلفين ذراعيك حول ذراعى عندما نذهب للنوم وكيف ستتشبثين بأطراف ثيابى حتى لا تفلتينى أثناء نومك وكيف ستدسين وجهك الصغير فى رقبتى لتحتمى بى وتطردى أشباح نومك التى لاتكف عن زيارتك والعبث بالأبواب والستائر واللوحة المعلقة على الحائط.



أعرف حلمك الذى سيراودك الليلة وأنك لن تنتظرى طلوع الصبح لتقصيه على فتوقظينى فى منتصف الليل لتشاركينى حلمك الطفولى وتقصى لى كل قصص العفاريت أحادية العيون شعثاء الشعر التى لم يمنعها التصاقك بى من زيارتك لتسرق الحلوى من الأدراج ثم تعود لتطاردك بحثاً عن قطع الشيكولاته وستغضين حينما أضحك وسأصحبك لتتأكدى من أن كل قطع الحلوى التى كدستى بها الأدراج مازالت هنا وأطمئنك بأن لا أحد يجرؤ على الأقتراب من الشيكولاته مادمت هنا فتدخلين فى ذراعى وتدسين وجهك فى رقبتى من جديد.



أعرف ماذا ستكتبين فى دفترك الصغير وأين ستخبئينه حتى لا أراه وأعرف أنك ستبوحين بسرك الصغير فى المساء وتخبرينى بما أحتوته كل صفحات الدفتر وأنك كتبت "أحبك" ملىء الصفحة بقلم فسفورى ورسمتى حولها قلوباً ووروداً ونجوم صغيرة .



أعرف أنك ستكتبين لى خطاب حب مراهق وتدسيه فى جريدتى وأخر لتضعيه فى جيب الجاكيت الأيسر لأنك تعلمين أنى حتماً سأجده عندما أمد يدى بحثاً عن القلم.



وعندما أعود فى المساء أعرف أنك ستنتظرين خروجى من الغرفة لتفتشين جيوب الجاكيت بحثاً عن قطعة الشيكولاته التى اشتريتها من أجلك ووضعتها اليوم بجانب كتابى -الذى طلبتى منى أن تشاركينى قرأته ولم تقربيه -لأنى أعلم أنك لن تبحثين هناك وستأتين عابثة تظنين أنى نسيت الشيكولاته وعندما أطلب منك الكتاب ستعودين لتمطريننى بالقبلات على أنفى وأذنى وجبينى لأنى لم أنسى وستخبرينى حتماً بأنى أفسدك بالدلال تماماً كما أفسد حميتك.



أعرف كل حركاتك وسكناتك أحفظ صمتك قبل كلماتك وكل إيماءات وجهك وترجمتها ولكن لا أرتوى منك أبداً فكل ما تفعلينه وبرغم أنى أحفظه تماماً إلا أنه فى كل مره يبهرنى ويبهجنى كما المرة الأولى ويضع بسمة على وجهى كطفل صغير نعيد له الكلمات أو نلعب معه لعبة الاختفاء فيضحك فى كل مرة بنفس الحماس وكأنها أول مرة .

Monday, November 15, 2010

كل عام وأنتم بخير



قال الرسول صلي الله عليه وسلم عن أيام التشريق : " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

أكثروا من التكبير والتهليل ولا تنسوا أدخال السرور على أهلكم وصلة الرحم والدعاء لأخوان لنا ربما حرموا من بهجة العيد

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير

Thursday, November 11, 2010

يوم عادي مناسب للبهجة



يوم عادي أخر يشبه يوم خريفي مثالي فلا الشمس ساطعة تشاكسك بأشعة حارقة ولا هى متوارية على استحياء خلف سحب الشتاء الباردة هى فقط موجودة تضىء وتمرر دفء محبب كما تفعل فى يوم خريفي عادي مناسب تماماً للبهجة.


أكتشفت ذلك فى طريقى للمنزل بعد نهاية يوم عمل مبتور كنهايات الأسبوع العادية, الهواء فى الطريق مسالم للغاية يعلن عن حضور خجِل وممتع لا يبعثر الأشياء ولا يتباهى بقدرته على نثر الأتربه كحبيبات الملح فى عرس صيفي, الهواء اليوم أيضاً يتخذ موقفاً محايداً تماماً من الحرارة والبرودة لا ينحاز لأى منهما, تتواطأ الظروف الطبيعية مع رغبة فى روحى للشعور بالبهجة فأجمع التفاصيل الصغيرة لتصنع مفردات يوم مناسب تماماً للبهجة.


فى سيارة الأجرة فى الطريق للمنزل تنضم الاشياء كلها لمؤامرة صناعة البهجة, الطريق خالي تقريباً, اليوم أثرت الشوارع أن تمارس طقس الخواء بلا زحام فاليوم عطله للمصالح الحكوميه, معظم الناس سافروا لقضاء إجازة العيد حتى أنا فى انتظار ما سيجد بخصوص رحلتي المفضله فى هذا الوقت من العام لا ضوضاء ولا زحام, هنا الزحام طقس مجرد من نكهة الزحام الذى أعتاده, زحام صامت كئيب يدفعك للجنون, الخواء اليوم محبب ربما لأنه مبرر ليس كخواء مزدحم بأشباح صامته فلا هو صاخب كالزحام ولا هو هادىء كالخواء, أنظر للمبانى التى اعتادت تفحصى بكأبة ولا مبالاة اليوم تبدو ودودة للغاية بشكل مناسب تماماً للبهجة.


أقبض على الفراشة المكسوة بلون معدنى وتحمل نقشاً لأول حرف من أسمى وأتفحصها بين الحين والأخر وجودها يضيف تفصيلة صغيرة أخرى لتشعرنى بسعادة أجهل مصدرها تماماً كما أجهل من أين أتت تلك الفراشة أتناول الحلقة المعدنية الصغيرة وأحرر الفراشة من قبضتى فتهتز كأنها خرجت للتو من شرنقتها لتحتفل بيوم مناسب تماماً للبهجة.


أصل للبيت كل الأصوات من حولى هامسة ترفض أزعاجى رائحة النعناع المنبعثة من سائل الاستحمام تتسلل لتضفى نكهة ربيعية محببة على يوم خريفي مثالى لتصنع يوماً يدور كله حول التفاصيل الصغيرة التى تعرف تماماً كيف تتعامل مع يوم مناسب تماماً للبهجة.

Monday, November 8, 2010

المزيد من كل شيئ

لم تصدق نفسها عندما قبِل دعوتها وهو الذى دائماً ما يتهرب منها, فى أوقات الغذاء يرفض الذهاب مع الجميع لأنها معهم يتهرب من الذهاب للكافيه بعد العمل إذا علم أنها ستكون موجوده لم تيأس فقط لأنها ترى فى نظرات عينيه الكثير تعرف أنه مهتم بها ولكن لماذا يرفض الخروج معها حتى لو كانوا بين اصدقائهم.

هذه المره أصرت على أنها لن تقبل الرفض دعته لحضور عيد ميلادها فى فيلا عائلتها قبل أن يجيب بادرته قائله "هازعل لو مجيتش" كل الأصدقاء سيحضرون وقبل أن يفكر أو يتردد سحبت ورقه من على مكتبه كتبت العنوان اعطته الورقه نظرت فى عينيه قائلة بإصرار سانتظرك غداً فى حدود الساعه السابعه ستأتى. لم يستطع الرفض أخفض عينيه وتمتم إن شاء الله متمنياً لها عيد ميلاد سعيد انصرفت مسرعه وقلبها يكاد يقفز من فرط سعادتها لقد تبادلا محادثة طويلة قياساً على عبارات الصباح والمساء التى اعتادوا على تبادلها منذ التحق بالشركه وغداً فى المساء ستلتقيه بعيداً عن جو العمل وربما تستطيع التحدث معه طويلاً وتقترب منه اكثر.

اطلقت نفير سيارتها الفارهه ليفتح الحارس باب الفيلا خرجت من السياره مسرعه تقفز على سلالم الفيلا قبلت الداده وقبلت الورد فى الفازة الكبيره بوسط الصالون وقبلت امها ابتسمت امها وسألت عن سر المزاج المعتدل ضحكت قائلة أتمنى لو أستطيع تقبيل العالم كله أليس غداً عيد ميلادى؟ احتضنتها أمها متمنية لها دوام السعاده التفتت حولها تتابع التجهيزات الكبرى لعيد ميلادها وقالت أريد المزيد من الأضواء فى الحديقة وفى المدخل والمزيد من الزهور فى كل مكان برغم أن الأضاءة كانت أكثر من كافية إلا أن طلباتها مجابه وأحلامها أوامر أصدرت الأم أوامر لمنسق الحفل بزيادة الأضواء والزهور أوصت أمها بطلب المزيد من الحلوى وطلبت تغيير كعكه عيد ميلادها بواحدة أكبر وأجمل بمزيد من الإبهار قائلة أريد المزيد من كل شيىء وبرغم ضيق الوقت على تعديلاتها إلا ان الأمر صدر وعلى الجميع أن ينفذ .

صعدت مسرعة لحجرتها فتحت دولاب ملابسها اخرجت كل فساتينها الجديده بما فيهم الثلاث فساتين التى كانت تفاضل بينهم أيهم سترتدى غداً لحفلها الأن لم تعد كافية تلك الفساتين تريد المزيد لتتأكد أنها سترتدى الأفضل هاتفت صديقتها لتخرجا فى المساء فى جولة للشراء وعندما سألتها ألا يكفيكى كل فساتينك الجديدة ضحكت قائلة لا لا تكفى أريد المزيد.
فى صباح يوم الحفل طلبت المزيد من الطاولات فى الحديقة اتصلت بمتعهد الطعام بنفسها لتتأكد من كل التغييرات التى طلبتها ثم ذهبت للكوافير لتستعد للحفل.

قبل السابعة بنصف الساعه كانت مستعدة الكثير من المدعوين قد حضروا بالفعل فى تمام السابعة وقفت فى أبهى فساتينها مع زينتها الساحرة مركزة عينيها على الباب الكبير للفيلا رأته هناك أنيق وبسيط يحمل بين يديه صندوقأ أزرق ملفوف بشريط فضى اسرعت نحو الباب لاستقباله انتزعته كلماتها من بين الأضواء المبهرة "كنت متأكدة أنك ستأتى"
" كل عام وأنتى بخير" ناولها صندوق الهدية قائلاً " هدية متواضعة لا تليق بك"

"أنها أجمل هدية حصلت عليها"

رد عليها بابتسامه, لم يستطع أن يغفل فستانها ولا زينتها فتمتم قائلاً أنتى اليوم .... مختلفة بشكل جيد.

ضحكت ضحكة قصيرة لخجله عن التصريح بكلمة جميلة ولكن كلماته أطرتها على أى حال فتوردت خدودها.

أخذته فى جولة فى أرجاء الدور الأول للفيلا حدثته عن تجهيزات حفلها وعن المزيد من المفاجأت التى أعدتها لضيوفها ثم صحبته للحديقة ليرى المزيد الذى أعدته من كل شىء فى كشك الشاى وحول حمام السباحة ومرت به على جراج الفيلا ليرى المزيد من سياراتهم الحديثة ثم عادا للفيلا لتطفىء شمعاتها وتقطع الكعكه المبهرة الكبيرة ووقفت تتلقى التهانى والتمنيات بالسعادة بينما أنسل هو للحديقة .

يعرف مسبقاً أن لديها المزيد ولكن أن ترى ليس كأن تعرف أضواء الحفل الكثيرة بينت له كم هو معتم بيته الصغير اللوحات الكبيرة المعلقة هنا وهناك كانت تساوى فى حجمها حوائط شقته حمام السباحه أعرض من الشارع الذى يسكنه سيارة الحديقة الصغيرة التى يستخدمونها فى التنقل داخل الحديقة حجمها يماثل حجم سيارته الصغيرة.
أعدت له طبقاً من الحلوى وقطعة من كعكتها المبهرة وخرجت لتبحث عنه أخرجه صوتها من أفكاره " لماذا تجلس وحيداً " ابتسم ولم يجيب قدمت له طبق الحلوى شكرها أمسك بالشوكة قطع قطعة من الكعكه وتذوقها "لذيذة للغاية" هبت مسرعة "هل أحضر لك المزيد ؟"

نظر إليها قائلاً " بالطبع دائماً لديك المزيد"

تسمرت فى مكانها صعقتها كلماته كالبرق وأيقظتها ناولها الطبق أعتذر عن كلماته تمنى لها عيداً سعيداً وأستأذن فى الرحيل وانصرف مسرعاً .

أفاقت بعد رحيله على المزيد من الموسيقى المنبعثة من الحفل تجمع حولها المزيد من الأصدقاء يحملون المزيد من الهدايا, المزيد من الطعام والحلوى تتدفق من المطبخ لبوفيه الحفل جرت مسرعه باتجاه غرفتها تعثرت فى المزيد من الطاولات والمهنئين تخنقها عطور المزيد من الورود التى طلبتها تمنت لو لم يكن هناك المزيد من الأضواء ربما استطاعت وقتها أن تخفى دموعها أغلقت الباب وانفجرت فى البكاء.

كل ما تمنته هو المزيد من اهتمامه والمزيد من قربه أرادت المزيد من كل شيىء فقط لتجذبه إليها وسط دموعها تذكرت أمنيتها وهى تطفىء الشمعات لقد تمنت المزيد من كل شيىْ.

لم تدرك أن أمنيتها ستتحقق بتلك السرعة فقد حصلت على المزيد من الألم والمزيد من البكاء والمزيد من الوحدة فكرت أن أحاديثهم المقتضبة ونظراته الخجولة كانت تكفيها ليتها لم تتمنى المزيد.

Friday, November 5, 2010

السنونو الأحمق الذى أحب الكناريا



يحكى قديماً قديماً أن سرب من طيور السنونو كان يتأهب للهجرة للتزاوج ووضع البيض وكان وسط السرب طائر سنونو وحيد حزين يشبه طيور السنونو فى كل شيء إلا روحه التى تختلف عن كل السنونو الأخرين وعنما وصلوا إلى مقصدهم دار كل زوجين ليختاروا مكاناً للعش وارتفع السنونو الوحيد فوق منزل كبير لا يعلم كيف يبنى عشه وحيداً وهناك جلس يتأمل كعادته ويتطلع للمزارع البعيدة والفضاء الفسيح ولكن قطع تأمله أغنية حزينة لامست روحه دار دورتين حول المنزل الكبير حتى اهتدى للصوت لمح من وراء زجاج نافذه بالطابق العلوى عصفورة كناريا وحيده حبيسة فى قفص تغرد أنشودة حزينة وقف السنونو يتأملها لم يرى فى حياته أقفاص من قبل ظن أن هذا هو عشها كم هو جميل هذا العش حدق فيها ساعات حتى الغروب كل السنونو أنجزت الكثير من أعشاشها إلا هو لم يفعل شيئاً سوى التحديق فى عصفورته الحزينه.


لم تجذبه إليها ألوانها ولكن أغنيتها الحزينة التى تشبه كثيراً لحناً يتردد فى روحه لم يكن يعلم أن أنشودتها ترثى حالها بالأسر وتنعى من رحلوا لا يفهم لغة الكناريا ولكن توحد مع ترنيمتها التى ترثى أسر الروح وتنعى الراحلون.


مرت الأيام والسنونو يبنون أعشاشهم من الطين والقش والسنونو الوحيد يجمع الأغصان الصغيرة ويشكلها على شكل قفص بجوار المدخنة فوق سطح المنزل الكبير كل السنونو تعجبوا من بلاهته لماذا يبنى شيئاً لا يشبه العش وطيور السنونو العجوزة التى خبرت الحياة تعرف أنه قفص فتنظر إليه بإشفاق وتنصحه ولكنه لا يسمع سوى ترنيمتها الحزينة فيجتهد أكثر ليبنى لها ما كان يظنه العش الجديد. وعندما ينتهى يجلس على طرف النافذه فينشد لها ترنيمتها وكلما أنشد أزدادت عيناها حزن وأزداد تعلقاً بها.


فى موسم التزاوج رقصت كل طيور السنونو رقصة التزاوج ورقص السنونو الوحيد على حافة النافذة لم تفهم الكناريا ماذا يقصد فطيور الأسر لم تعد تتذكر طقوس الحرية أو ربما لم تفهم لغة السنونو.


مرة أخرى كل السنونو تعجبت من حماقة الصغير الذى يراقص أنعكاسه على زجاج النافذة ومر موسم التزاوج كل السنونو وضعوا البيض وأفرخوا صغاراً ولما اشتد عودهم استعدوا للرحيل ومازال السنونو الصغير يرقص بالنهار رقصة التزاوج وينشد بالليل أنشوده الكناريا الحزينة ويتطلع إلى عشه فى ضوء القمر.


عندما حانت ساعة الرحيل حاولت كل طيور السنونو إقناع السنونو الوحيد بالعودة إلى الديار ذكروه بأن حياة السنونو قصيره وانه أضاع موسماً كاملاً فى الرقص أمام الزجاج لم يفهموا أنه يرقص لها لم يخطر على بالهم أن يحب السنونو طائر الكناريا أما هو فلم يستوعب أنها لم تفهم لماذا يرقص طائر سنونو أمام النافذه ولم يستوعب أنه كان يتحدث لغة لا تفهما وتغنى هى أنشودة لا يعرف كيف يفك رموزها كل ما يعرفه أنه لن يسطيع الرحيل ولا يتخيل أن يفقد لحن روحه بعد أن وجده.


رحلت طيور السنونو وخلفت الأعشاش فارغه اشتدت برودة الجو ولم يتحمل السنونو البقاء على حافة النافذه واحتمى بعشه بجوار المدخنة ومع الأيام واشتداد البرودة فقد القدرة على الطيران وكان ما يبقية حيا هو ترنيمة الكناريا الحزينة التى خيل له أنه الأن فى حبسه الأختيارى صار يدرك معناها بشكل أوضح .


مع اقتراب موسم جديد للتزواج فتح السنونو الوحيد عينيه على صوت الكناريا يتغنى بترنيمة جديدة سعيدة تدفقت القوة إلى أجنحته الصغيرة ودار دورة حول البيت وحط على النافذه ليرى عصفور كناريا يشارك العصفورة قفصها ويرقص لها رقصة ليست كرقصة السنونو ولكن أدرك بروحه أنها رقصة التزاوج.


نظر فى عينها لم يعرفها لم يجد الحزن الذى سلبه روحه ماتت الترنيمه فى داخلها أو ضلت الطريق لروحه, من جديد سرت البروده إلى قلبه وشاخ مواسماً فى دقيقة واحدة .استجمع ما بقى فيه من قوة ولملم روحه المكسورة ورقد فى قفصه وأنشد أنشودتهما للمرة الأخيرة واغمض عينية و تجمدت دمعة على اجفانه.


عادت السنونو فى الموسم الجديد بحثت عن السنونو الوحيد لم يبقى مكانه إلا قفص متهالك وثلاث ريشات رمادية ودمعة متحجرة ومن يومها وهناك مثل يتداوله كل طيور السنونو عندما يلهث أحدهم خلف السراب فيقولون " كالسنونو الأحمق الذى أحب الكناريا"
photo from here http://www.flickr.com/photos/violetta_is_violent/4307872712/