Friday, December 28, 2012

على هامش الوشاية



*تشتكى أنهم يئدون أطفالها، ولكنها عادة المكان هنا.


هنا يقتلون الأطفال. وأنا يراودنى الحلم.

أول أمس شنقوا الرضع الثلاث الأخيرين.

أمهم البائسة كانت مكومة هناك تتحسس صدرها المكدس بالحليب وتنتحب. لم يكمل الأخير وجبته ..... فطموه لحتفه.

اليوم استأصلوا رحمها، استأصلوا أرحام كل النساء بدءًا بالعذارى،

تركوا فقط اللائى يئسن من المحيض،أرحامهم جدباء لن تثمر.

أمرُ أمام المشانق الثلاثة وتلح على فكرة واحدة، لماذا تعرض الصيدليات حفائض الأطفال فى الواجهة؟

تلك الشابة تتظاهر بأنها عقيم ولكنى لثلاثة أشهر أراها تقيئ فى الخفاء، اليوم تخفى انتفاخ بطنها الصغير بحقيبة يد كئيبة.

المدينة هادئة بدون صخب الأطفال، والنساء لا يشتكين، هن فقط ينتحبن فى دوائر صغيرة، عبوسات نكدات ساكنات يتشحن بالسواد.

المرأة التى تحمل جنينها فى الخفاء تنظر إلى عينى بثقة "عيناى زرقاء باردة" تعرف أنى أعرف وأنا لا أهتم.

تؤرقنى تفاصيل الحلم الصامتة ولا أنفك أسأل لماذا يستمر بائع الدمى فى فتح حانوته كل صباح؟

لماذا صورة العذراء هادئة تبتسم؟ لماذا ترتدى الأزرق فى المدينة السوداء؟ ولماذا تنظر لطفلها فى سلام ولا تحضنه فى مدينة يئدون فيها الأطفال؟

المرأة التى تزداد استدارة تجهد فى التخفى.

هل أتمت حملها ..........أم أنى وشيت بها؟ لا أتذكر.

*هنا يئدون أطفالها

Sunday, December 9, 2012

أيس كريم فاشل


 
هل تعلم أن الأيس كريم الذى استعصى عليه منحك الشعور باللذة هو كائن أخر فاشل؟

لا تتعجب فمهمتة الوحيدة فى الحياة هو أن يمنحك اللذة،
 أن يجعلك سعيداً لفترة قبل أن تفكر فى التهام كوب أخر.

ليس مطلوب منه أن يستيقظ مبكراً ليلحق بثلاجة العرض،
 ولا يذهب فى منتصف النهار الحار ليحضر وجبة غذاء فيصبح عرضة لأن ينصهر من حرارة شمس الظهيرة قبل العودة لثلاجته.

لا يعيل أيس كريمات صغيرة ولا يحلم بالترقى لكعكة أيس كريم مثلاً،
ولا يشعر بالسوء لأنه يعتقد أن شطيرة البيتزا تجنى مالاً اكثر منه.

كل ما عليه ببساطة أن يكون أيس كريم وأن يمنحك اللذة ومع ذلك يفشل.

Sunday, October 14, 2012

دورة حياة


jacob's dream, José de Ribera
أغفو..... أحلم.... استيقظ.
أغفو.... أحلم "بك"...... استيقظ.
أرنو لغفوة،
تجافينى،
ألح عليها...... فتتعنت,
أتجاهلها...... اعتاد اليقظة.......أحلم بك.
 أحلم بك....... أحلم بك......أحلم بك......... أغفو.
أحلم بك ......استيقظ.

 

Saturday, September 1, 2012

عن الفقد والحنين وتبعات الاشتياق


 
يمر على المكان الخالى كقلبه،

 اعتادوا ان يكونوا هنا،

 اعتادوا ان يملأوا قلبه والمكان،

  لا يشعر بشيىء،

 بلى يشعر ..... يشعر بالخواء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادة نقدر الأشياء بعد أن نفقدها فالفقد يعلمنا كيف نقدر ما لدينا.

نقدر الأشخاص بعد أن يرحلوا، ندرك أن لحظة ما قضيناها معهم كانت هى أجمل اللحظات التى حييناها أو سنحياها ولكن بعد أن نفقدهم،

 لا تتسنى لنا الفرصة لنخبرهم بذلك. لنخبرهم بمنازلهم فى قلوبنا ونحن ننظر فى أعينهم، ندرك ذلك ونحن نحاول إخبار شواهد قبورهم أو ونحن نذكرهم فى صلواتنا.

الفقد يعلمك أن تحسن تقدير ما لديك ولكنها حقاً طريقة قاسية للتعلم.

ومن قال أن المعرفة سهلة؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

للفراق أنواع وبعض الفراق أهون ربما من غيره

أن تفارق شخصاً تحبه ومع ذلك تعلم تماماً أنك ربما تقابله عند الناصية أو تلقاه مصادفة فى مقهاك المفضل

او تراه قدراً من نافذة سيارتك فى إشارة مرور أو تتتبع أخباره إذا اشتقت له لتعلم أنه/ا تزوج/ت وأنجب/ت هذا نوع.

أو أن تفارق شخصاً تحبه وتعلم جيداً أنك لن تراه مرة أخرى وأنك لن تستطيع محو رسالته الأخيرة عن هاتفك لأنها حتماً الأخيرة وأنك حتى ولو حاولت طلب رقمه فلن يرد وربما قامت شركة المحمول بإغلاق الخط لعدم الاستخدام .

أن تشتاق له لدرجه أن تبحث عن صورة له تجمعكما معاً أو حتى منفردة لتسترجع ملامحة فلا تجد فتكتفى باستدعاء الصورة بداخلك لأخر بسمة ابتسمها عندما كنتما معاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

تلح الذكرى وترفض الكمون ولو قليلاً

ترفض أن تترك مساحة للروح لتهدأ.

صوت أحدهم المحمل بالشجن عبر الهاتف يجلب أشد الذكريات إيلاماً.

الذكريات المتعلقة بالرحيل هى الأشد إيلاماً.

وأشد الراحلين إيلاماً برحيلهم هم من يتركون بصماتهم بأعمق منطقة فى روحك فى حياتهم لأنهم عندما يرحلون يخدشون البقعة الأعمق، يتسببون فى الجرح الأعمق.

لأنهم فى وجودهم كانوا ملتصقين بالروح يتسبب غيابهم فى أشد الضرر، مفارقة الروح للروح مؤلمة لأن  أماكن التصاق الروحان تترك مجروحة، مكشوفة، أكثر حساسية وعرضة للانكسار.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ما عادت بى طاقة للحزن.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

تتحاشى اشخاص معينين "تحبهم" لأن وجودهم حولك يخلق صورة ناقصة، إجتماعك بهم يذكرك بالنقص، إجتماعكم الناقص يذكرك بغياب أخرين، يذكرك بما اعتادت الصورة أن تكونه، تفضل اجتنابهم لتتناسى لكن بداخلك تعلم تماماً أن القرب فيه قليلاً من السلوى فتقترب، رغماً عنك ... تقترب.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ترفع السماعة تنتظر/ ترغب فى تهنئة أحدهم، الهاتف مغلق/ لا يرد فتجرب مهاتفة شخص أخر تماماً، يجيب ويأتيك خبر فقد صغير.....كبير.

ما عادت بى طاقة لفقد جديد، ما عادت بى طاقة للتعايش مع فقد قديم، ما عادت بى طاقة لسماع المزيد من أخبار الفقد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

متى سأكف عن التذكر، عن التذمر،  أنا ما عدت قادراً على تحمل تبعات الحنين، لا أملك رفاهية الأشتياق، لم يعد فى الروح متسع لشوق جديد، لحنين يشبك مخالبه فى شغاف القلب، تكالبت المخالب ولم تترك مساحة سليمة إلا طالتها/ ثقبتها وتسربت كل طاقة لدى للصمود، أنا لا أقوى اليوم على الاشتياق.

ـــــــــــــــــــــــــــ

أبدأ يومى متصفحاً  الانترنت لأجد سؤالاً من تلك الأسئلة التى تعطل الحواس لبرهة/ دهر.

تتعافى الحواس جزئياً من وقع الصدمة وتبدأ فى التعامل مع السؤال.

( أين يقع ذلك الغياب الذى رحل إليه الجميع ؟ ).

عندما يتعلق الأمر بالغياب تبوء كل محاولاتى فى التماسك بالفشل " للحق أنا  لا أحاول التماسك عندما يتعلق الأمر بالرحيل"

يلح السؤال فى تلك الفترة بالذات من العام وكأنه رسالة تذكير على هاتفك أو ورقة صفراء ألصقتها على جدار روحك لحدث لم ولن تنساه.

ترى أين يقع ذلك الغياب الذى رحل إليه الجميع؟

 

Saturday, June 30, 2012

محور الكون



يعتقد أن انكساراته الصغيرة / الكبيرة هى الحدث الأهم فى العالم.

فى مخيلته "فقط" لا تشرق الشمس إلا لتضيىء له أو حتى لتزعجة ولا تمطر السماء إلا لتبهجه قليلاً  أو لتجعل من يومه يوماً صعباً.

يؤمن تماماً أن الكون يكترث لحالاته المزاجية المتقلبة وأنه سيتوقف بحق انتظاراً لتعافية من نوبة ملل جديدة، وأن عقارب الزمن تنتظر تحسن مزاجة لتبدأ فى الدوران من جديد.

يظن أن ألم إصبع قدمه الصغير أو امتعاضه من حرارة الجو والرطوبة المرتفعة هى محور دوران الكون.

لم يخطر بباله أنه يحيا على كوكب يضم  سبعة مليارات شخص لكل منهم أصبعى قدم صغير.

Saturday, April 14, 2012

رسم قلب






الخطوط المتكسرة صعوداً وهبوطاً تصف حاله، تماثل تماماً خطوات قلبه، انتكاسه وتعافى وانتكاسة.



لطالما اخبروه أن يحدد مساراً ثابتاً، ملأوا رأسه بخرافات طريق لا حياد عنه، نصحوه بأن لا يجرب ولا يراهن، وأن يتخلى عن المغامرة بخصوص نسب النجاح الضئيلة والفرص المحتملة، أخبروه أن الفرص الأكيده هى الأهم.



استجاب لتراهاتهم، أغرى قلبه بالمسار الثابت، ولحظة وافق قلبه على مضض دوى الطنين المزعج لرسام قلبه.



لم يدركوا أن قوته كانت فى خطواته المنكسرة، وأن المسار الثابت لا يناسب الجميع بالضرورة، وبالنسبة له لم يكن الظرف مهيأ ليتعلم أن قلبه كان فى أحسن حالاته فقط عندما كان قادراً على المراهنة على إنكسار حتمى جديد.

Wednesday, February 8, 2012

مستديرة كالقمر



فراشات قلبه المستدقة تعرف مسارها جيداً.

فراشة وحيدة ذات حظوة تبلغ قرارها المكين.

تنمو بروحها روح طازجة.

تحمل ضحكتها ولون عينيه.

براءتها و طريقتة الحمقاء فى زم شفتيه،

فمها و شقاوتها وغرابته.

و نظرتها عندما تشعر بالخجل.

تتهادى فى مشيتها  وتزهو بكونها مستديرة كالقمر.

على الهامش:

"مستديرة كالقمر" تعبير استخدمته  زهرة الزنبق فى إحدى رسائلها لصديقتها زهرة الثلج  فى رواية "زهرة الثلج والمروحة السرية".

Wednesday, January 18, 2012

سندريللا الحكاية


تعلم جيداً أنها ليست بريئة كفاية  لتظهر لها الساحرة الطيبة،  لتهديها فستاناً يليق بأميرة وتسحر اليقطينة عربة تجرها الخيول،

ولكنها تعلم أيضاً أن الجميع يستحق فرصة  أخرى.

قررت اللجوء للخطة البديلة.

استعارت فستان من صاحب المتجر الكبير مع وعد بأن تذكر أسمه فى الحكاية.

واستأجرت تاكسى بالباقى من راتب الشهر الهزيل.

ذهبت للحفل.

تستطيع السهر إلى ما بعد الثانية عشر بقليل فبالكاد ستستطيع اللحاق بقطار المترو الأخير.

بمجرد وصولها للحفل توجهت الأنظار كلها تلقائها، واتجه الأمير الوسيم مباشرة ليصحبها لساحة الرقص.

الأمير الوسيم نافذ الصبر، مختال، يتحدث عن نفسه كثيراً ، ينظر للأخريات طوال الوقت.

حدثته عن الغلاء وعن عذابها اليومى فى طريقها لعملها وزحمة الأتوبيس وعن الراتب الذى يتبخر قبل نهاية الأسبوع الأول.

الأمير ملول لا يحسن الإصغاء.

قررت منحه فرصة أخيرة وحدثته عن الأحوال السياسية.

شعر الأمير بالضجر وابتسم ابتسامة باهتة وانسحب مودعاً إياها متعللاً باجتماعه المهم فى الصباح.

ابتسمت بلا مبالاة وقررت الرحيل .

لا شيئ يستدعى البقاء.

رغم المطر المنهمر قررت العودة سيراً على الأقدام، لن تستقل القطار وستدخر ثمن التذكرة لشيئ أكثر أهمية.

فى منتصف الجسر الواصل بين الطرف الأنيق من المدينة حيث يقف القصر شامخاً والطرف الأكثر تواضعاً حيث يقع بيتها وقفت تتأمل القصر للمرة الأخيرة، شعرت بالأسى لأنه قبل أن تدق الساعة هذه الليلة إثنا عشر دقة  سيرتبط مصير فتاة تعيسة بمصير أمير تافه لا يحسن الإصغاء.
حملة دوّن لصورة

Tuesday, January 17, 2012

التماساً للدفء


نقترب بروية,

 نمهد الطريق لأطراف الأصابع لتتلامس,

  لأكفنا لتتعانق،

 ليحتوى أحدنا الأخر،

لتبلغ حرارة القرب حد الإنصهار,

 لنذوب ونختلط  معاً,

إلتماساً للدفء
حملة دوّن لصورة

Friday, January 13, 2012

كعكة صغيرة لشخصين



أنظر اليوم للتقويم المستقر أمامى على المكتب وابتسم.

ماذا تعنى لنا التواريخ؟ هل تحمل ورقة اليوم من التقويم تاريخاً مميزاً؟ لماذا قد نعتبر يوماً بعينه أكثر تميزاً من كل الأيام العادية؟

بالطبع هناك العديد من الأسباب مثل أعياد الميلاد وأعياد الزواج وغيرها.

اليوم  ما دار بفكرى لم يكن بعيداً تماماً عن ذلك ولكنه دار بطريقة مختلفة قليلاً.

أعياد الميلاد تواريخ مهمة، نقوم بتهنئة صاحبها بعام  مقبل، نزين تهانينا بأمنيات بالسعادة والعمر المديد.

تاريخ عيد ميلاد "أحدهم" قد يعنى أكثر من ذلك.

ربما فى مثل هذا اليوم من العام جاء  إلى العالم شخص لم تكن تعلم عنه شيئاً ، ربما أحتفل بأعياد ميلاد عديدة دون أن تكون مدعواً أو دون أن تعرفا بعضكما أصلاً.

فى نفس هذا الوقت من العام الماضى ربما مر عليك اليوم دون أن تلتفت لروزنامتك.

ربما تتقاطع مصائركما هذا العام أنت و "أحدهم" ليصبح تاريخ مجيئه إلى العالم هو أهم تاريخ فى روزنامتك.

أكثر أهمية حتى من تاريخ مولدك.

ربما تحتفلا معاً بعيد مولده هذا العام للمرة الأولى ، تفكر هل سيكون شعوره مختلفاً ؟

تفكر أن التاريخ الذى لم يعنى لك شيئاً من قبل كان تاريخاً لحدثاً سيغير حياتك، وربما تفكر أن ميلاد "أحدهم" هو الهدية التى ستحصل عليها أنت فى عيد مولده .

ممتن أنا لأنى فى هذا العام أنظر لروزنامتى وأعرف أن اليوم هو تاريخ مجيئ  "أحدهم " إلى العالم ليعيد تشكيل خارطة الأيام فى مفكرتى وتقويمى .

ممتن لأنى اليوم أشارك "أحدهم" عيد مولده وأحصل أنا على الهديه.

ممتن لوجودِك.

كل عام ونحن بخير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الهامش (ZODIAC)


إمرأة الجدى ورجل العقرب.

قد تكون العلاقة بين امرأة الجدى ورجل العقرب مثالية إن استطاعا  التغلب على العقبات التى تواجههم فى البداية.فعلى أحدهما أن يتنازل قليلاُ عند الجدل بشأن جواربه الملونة الجديدة.

كما أن عليهما تأجيل النقاش فى الموضوعات الخلافية الكبيرة (مثل أى جانب من السرير يختار كل منهما ومن سيحصل على الأدراج العلوية فى خزانة الملابس وإن كان بإمكان أحدهما الحصول على نصيب أكبر من الأرفف)

عند التفاهم سوياً يستطيعا بسهولة إدراك أن ثمرة الكيوى تخفى بداخلها وجهاً أخر بخلاف القشرة الظاهرية وأن الفراولة شهية لأن رائحتها أكثر جاذبية من زجاجة "نينا ريتشى". وأن الموز والفراولة يمكنهما أن يصبحا بسهولة ثمرة واحدة.

كلاهما عنيد ومعتد برأيه ويسهل عليهم التغلب على تلك المشكلة عن طريق تناول طبق من " المكرونة الاسباجيتى".

Saturday, January 7, 2012

عن الكتابة



تكتب لبنى

أنا أدوّن لنفسي. تدفعني إلى التدوين رغبةٌ في البوح المقنّع أو المنمّق، في التواجدِ "افتراضيًا" معي ومع أشيائي الـ"افتراضية"، تسجيلِ بعضٍ من شطحاتي وانحساراتي، اختلاقِ الأدلة على أنهم -ربما- كانوا، ملامسةِ أطراف الحكي دون التورّط تمامًا، رغبةٌ؛ بل احتياجٌ إلى التدوين، فضلاً عن خجلي أن أردّ الكلمات إلى تيهها، بعد أن ظنتْ -من ضلالٍ- أنها قد اهتدت إلي.

وتقول أيضاً

أيًّا ما كانت نوعية المفردات التي تشغلني من بسيطة أو معقدة، أجدني لا أستطيع سوى أن أعبّر عنها بالطريقة الصعبة. حتى أنني أشبّه تلك العملية بقطّة ضعيفة يطاردها رجل ضخم الجثة، طويلاً، حتى إذا وجدها؛ انهال عليها ضربًا ولكمًا وتقطيعًا، ثمّ ألقاها خارجًا. فكذلك هي أفكاري حين تخرج على الورق؛ منهكة، مضرجة بالدماء". 

وتكتب تسنيم

يظن البعض أن الكتابة متنفس نهون به على أنفسنا ما يضطرم بداخلها. بيد أن الكتابة بالنسبة لي عبء يثقل كاهلي. تقتات عليّ كغيرها من الأشياء. تخرج مني و هي معجونة بجزءٍ من روحي. تخرج مني مختلطة بدمي. الكتابة نقمة. فعلٌ مشين. تضطرك أحيانًا أن تمارسه على الرغم منك. لا تهتم برغبتك مادامت هي راغبة فيك. أكره فيها ذلك. أكره أن يرغبني أحدهم و يجبرني عليه دون أن يهتم برغبتي فيه. أكره أن تقف فوق رأسي حتى تنالني. أقاتلها أحيانًا. أتمنّع. تلح إلحاحًا فظيع. أستجيب على الرغم مني. تخرج جيدة جدًا. فيثنيّ الآخرون عليّ. يثنون على جودتها دون أن يلاحظوا أن ما يثنون عليه هو جزءٌ مني انتزعته الكتابة مني في مرحلة المخاض. الكتابة من الكبائر التي أقترفها. لا أعتقد أني سأستطيع يومًا و عن طيب خاطر أن أحترفها و أداوم عليها. أنتظر أن أبرأ منها يومًا ما. أنتظر انتظار المجذوم الذي لا يُرجى شفاؤه و برغم ذلك لا يغادره الأمل.


يحدث كثيراً عندما تمر على العقل فكرة تبدو واعدة كموضوع تدويني، تبدأ هذه الفكرة في التعاظم، و تبدأ المكونات في التجمّع حتى تصبح الفكرة أكبر من أن تُكتب. و يحدث أيضاً أن تمر على العقل فكرة، غالباً أثناء سيري في طريق، أو عندما آوي إلى الفراش، و تبدأ هذه الفكرة في النضوج شيئاً فشيئاً حتى أكاد أتوقف عن السير لكتابتها أو النهوض من الفراش لتسجيلها، ثم تتلاشى هذه الفكرة كما يتلاشى عامود الدخان المتصاعد من عود بخور، و أقول لا بأس فليست أول ما يضيع و لا آخر ما سيذوب في الأفق. و يحدث كذلك أن تحدثني نفسي بأمر ما، و أتحرّق شوقاً لمشاركته مع قارئ أدّعي أنه هناك ينتظر ما أكتب ليقرأه، ثم أجدني شخصاً يكتب مثل ملايين الناس غيري، و لست أعلمهم و لا أفصحهم و لا أحلاهم حديثاً، فأكتفي بالقراءة!

وفى افتتاحية تدوينة شيرين عن كتابها الجديد تقول

إحساس غريب لما تلاقي كلام كتبته بقلم رصاص في كراسه قديمه بحروف مش واضحه و إنت لابس البيجامه و مادد رجليك في الشمس و بعدين رميته فــ درج و نسيته أو قعدت تتحايل على حد بيحبك إنه يقراه...و لما يقراه مجامله يقولك كلمة واحده (حلو)...أو يقولك (إنت بتكتب لمين؟ هو في حد هيقرى الكلام ده)...منشور في كتاب :)

بينما تكتب نهى

الرغبة في الكتابة ، التي تبدو طوال الوقت جسرا للعبور من العالم وصخبه والتزاماته ، جسرا نحو النور المطلق والمحبة الخالصة .

الرغبة في الجلوس أمام صفحة بيضاء ، لمراقبة العالم والتهرب منه في ذات اللحظة .. لمعانقته والفرار بعيدا عنه قدر ما تسع طاقتي للعدو والبقاء في لحظة واحدة .

كتبت أنا عن الكتابة هوامش لم أنشرها بالمدونة

الجيد فى الأمر أنها قررت أن تعاودنى من جديد، وبعد أن توقفت لفترة ليست بالقصيرة لم تكن ترغب فى بالكلية، أشتقتها للغاية ولكنها أبت وتمنعت، حاولت معها مراراً ولكنها أدارت ظهرها وأظهرت لى وجهها الصامت بعدها عرفت أننى حقاً أعشقها.

عاودتنى ثانية أعلم أنها عاودتنى لأنها تراودنى طوال اليوم، فراشات الكتابة لا تتوقف عن الدوران برأسى ليست كل الفراشات قابلة للأمساك ليست كلها تليق بالسطور ولكن لا يهم المهم أنها عادت من جديد المهم أننى عدت من جديد.

عدت من جديد أكتب برأسى طوال الوقت أختزن جمل ليست ذات معنى قلبى يطرب لتشبيكات الحروف هذا هو ما يهم هذا يعنى حتماً أن الكتابة تتهيأ للمجيئ.

عندما أكتب أحب الكتابة بروحى أن تستودع  كل قطعة تكتبها قطعة من روحك.     

أنا أكتب بعد أن تخطت الساعة الثانية بعد منتصف الليل ما يؤرق نومى ليس أفتقادى لزوج الجوارب القطنية البيضاء ليدفئ قدماى فى ليلة باردة، ما يؤرق نومى أن الكتابة تراودنى.

ـــــــــــــــــــــــــ

أصعب ما نكتب هو ما نحاول كتابته عن الكتابه، وأسهل ما نكتب هو ما تمليه علينا الكتابة عن نفسها.

ندون لأنفسنا، ندون لنتواجد دون تورط، ندون لأننا نعتقد ان هناك من ينتظر ما نكتب، ندون لنخزن ما دوننا فى أدراجنا.

نكتب تبعاً لطقوسنا الخاصة، ننمق الحروف، نكتب مسترخيين مرتدين البيجاما ونمد أرجلنا فى الشمس، نتوقف عن السير لندون، نستيقظ من النوم لنكتب، ندع فراشات الكتابة تقوم بدورها أو نعبر بالطريقة الصعبة.

نحتاج للتدوين، نكره الكتابة، الكتابة عبء، تقتات علينا، نكتب لأن الكتابة نور...جسر نحو النور، لأنها نقمة، نكتب مرغمين لأن الكتابة تلح، الكتابة فعل مشين أو محبة مطلقة.

نستجدى الكتابة، نلاحقها، نلامسها، تتمنع، نتمنع، تقترب، نقاتلها، تتلاشى، نستجيب، تستجيب.

ننتظر الكتابة، ننتظر أن نبرأ منها.

تنتزع الكلمات أجزاء منا لتحيا على الورق تخرج مغموسة بأرواحنا مضرجة بالدماء نكره ذلك أو نحبه.

نكتب لنهرب من العالم ولنعرفه ولنعانقه.

نعشق الكتابة أو نكرهها أو نحتاجها.

نكتب لأنها لذتنا أو خطيئتنا أو ملاذنا.

ولكننا فى النهاية.......نستمر فى الكتابة.

 على الهامش:

اجتهدوا لتترجموا وجدانكم كتابة، حتى ولو لم يقرأ أحد كتاباتكم _ أو فى الأسوأ حتى ولو قرأ أحدهم ما أردتم أن تبقوه سراً. أن نكتب ببساطة يساعدنا على نظم فكرنا، ومعرفة كل ما يحوطنا بوضوح. يمكن لورقة أو ريشة أن تجترح العجائب _ فتشفى الآلام _ وتحقق الأحلام وتعيد الأمل المفقود.

" للكلمات نفوذ "

باولو كويلو.