Sunday, October 27, 2013

ملاذ


 
يراها فى أحلامه كل ليلة، لمائة حياة أو أكثر قليلاً  لم تتخلف ليلة.

فى حياة من حيواته التى توقف عن عدها، فى ليلة لم يعد يتذكر ترتيبها يراها
 قنديل.......جميل.

مبالغ فى زخرفته حد الكمال.

هو طريق معتم.

يمتد/ يتمدد، يبالغ فى عتمته، يتقنها، ليستزيد من نورها .........ويستنير.

هى ألق.

فى ليلة تالية يراها شجرة دراق.

هو هائم فى الأرض ....... سواح.

يرغب فى ظل ويشتهى الدراق.

ترسل إليه الاشارات من بعيد تتخللها خارطة الطريق إليها.

يصل

تسبقه الغفوة فى الظل، ويشتهى الدراق.

هى ملاذ ولذة.

فى ليلة سابعة يراها نهر، نهير.

عذب، رقراق، متلألىء، وهو ظمأن ........ هو ظمأ،

هى رواء.

فى ليلة أخيرة يراها محراب، هو ناسك.

يبتهل، تتبتل.

يزهد فى ما سواها،

 يخلع نعليه قبل الدخول فى حرمها، يستكين.

هى أستجابة صلوات حيواته المائة، هى سكن.

Friday, October 18, 2013

عن الخيارات والإحتمالات


photo by by h. armstrong roberts
من العجيب أنه  عندما تتساوى إحتمالات الحياة  والموت ترى إحتمالات الحياة فقط،

كالسمكة التى تغادر الحوض تتجاهل إحتمالات الموت،

برغم كونها أكثر إلحاحًا  وأكثر وضوحًا.

لا أجد سببًا لقيامها بذلك، ليس هناك مبرر .... على الأقل من وجهة نظرى أنا.

إحتمالات الحياه تبدو ........... كسماء بعيدة يغلفها الضباب،

 بينما إحتمالات الموت واضحة،  راسخة  كفنار على الشاطىء  يضىء نوره  بتتابع
دائرى لينفى إحتمالات النسيان.

تغادر المياه بحثًا عن المغامرة، تسعى وراء إحتمالات حياة  مختلفة، "أقل ابتلالًا" ربما،

 تتجاهل إحتمالات الموت "الجاف"  الشبه محتومة.

ليس عندى تفسير مقنع، لا أعلم إن كانت الأسماك تتشارك قصص الصديقات اللائى
 خرجن من الماء ولم يعدن،

لا أعلم إن كنَّ يعرفن على وجه التحديد أنه بعد ثلاث دقائق على الأكثر يصبح إحتمال
 العودة منعدم، وإحتمال الموت حتمى،

لا أعلم إن كنَّ يدركن حقيقة أن الماء هو الوسط المناسب لحياتهن وأن فكرة إحتمالية
حياة السمكة على "اليابسة"  تشبه فى غبائها فكرة حياة إنسان على سطح القمر بدون
 التجهيزات اللازمة.

ربما يعشق كثير منا القمر، ربما يتمنى لو أقترب منه، ولكن لا أحد يفكر فى الصعود
 إلى القمر بدون تدابير مناسبة،

 فقط الحالمون..........ربما يحلمون بحياة أكثر "نوراً" على سطح القمر.

وربما الأحلام عند الأسماك أكثر قابلية للتصديق.