Wednesday, January 19, 2011

غرباء مجانين




عندما يكونوا حولنا تصرفى مثلهم لأنهم غالباً لا يعلمون عن غرابتهم شيئاً. أشفق عليهم كثيراً .


عندما انتقلنا لمنزلنا الجديد أحترنا فى ترتيب الأثاث والأشياء , أخترت أنت مكان الطاولات وأنا علقت اللوحات كنتى تريدين الجدول الصغير فى غرفة النوم ولكن تعلمين أن صوت الماء يؤرقنى فى المساء, وضعنا الجدول فى غرفة المعيشة ليجرى بين الأريكة الوثيرة والمنضدة هناك أنسب مكان له نستطيع الجلوس على الأريكة ومد أرجلنا فى الماء ونحن نشاهد فيلمنا المفضل, وضعنا القمر فى سقف حجرة النوم لأن كلانا لن ينام إلا فى وجوده.


نستيقظ فى الصباح نفتح النوافذ الكبيرة فيدخل السحاب إلى وسط المنزل وعندما تمطر نركض سوياً تحت المطر ويبتل الأثاث والسجاد ليست بمشكلة فسريعاً ستسطع الشمس فى حجرة الجلوس فتجفف الأثاث وتورق النبتات الصغيرة على الجدران وتنمو عشبة الليمون تحت السجادة الكبيرة ويتدلى الكروم من السقف.


تفتحين الثلاجة فتنطلق الفراشات الزاهية نطاردها كثيراً فتأبى أن تعود للثلاجة وتستقر أخيراً على أوراق البنفسج تحت السرير فى غرفة النوم تبنى الطيور اعشاشها بين ارفف خزانة الملابس ويسرى تغريدها فى كل الزوايا حولنا.


عندما يأتى هؤلاء الغرباء تختفى كل الأصوات وتتوارى الشمس خلف النافذة ويسكن الجدول الصغير تعود الفراشات للثلاجة ألمحها عندما تحضرين الايس كريم تختبىء خلف زجاجات العصير وتبتسم لى فأنظر لها بحزم حتى لا يراها الغرباء فتتمادى فى أفعال طفولية بلهاء حتى تغلقين الثلاجة.


تلك السيدة زوجة جارنا عندما زارونا الاسبوع الماضى سألتنا أين سنقضى الإجازة فأخبرناها أننا غالباً سنقضيها فى السباحة بالطبع لم نذكر جدولنا الصغير فقالت إنها لا تحب السباحة نظر كلانا للأخر وكتمنا ضحكة كادت تفلت منا لقد كانت تجلس على الكرسى المحاذى للجدول ونصف أقدامها فى الماء يالها من أمرأة غريبة الأطوار.


فى المرة القادمة عندما يزورونا لا تتركى باب غرفة النوم مفتوحاً ففى أخر مرة كانوا هنا لمحت غزالاً صغيراً خرج ليتمشى فى الردهة وكاد يتبعه سرب من الأوزات يريد السباحة فى الجدول لولا أنى اشرت إليهم بالعودة حتى يذهب الغرباء لقد مر الغزال بالقرب منهم لا أدرى كيف لم يروه هؤلاء المجانين.

Friday, January 14, 2011

أضغاث أحلام + تقدير




فى أحلامى كل ليلة تتحقق كل أحلام الليالى السابقات.


أرانى أجوب حراً فى كل الطرقات أثور وأصرخ أحطم جدران عالية وأسوار, أهدِّم حوائط متلفحة بأسلاك شائكة وأردم مستنقعات نتنة تؤرِّق بنتنها كل الأشخاص والكائنات والطرق والأشياء, أفكك حبات سلسلة حديدية عملاقة صدِئة فتغدو كحبات مسبحة من كهرمان.


أضيىء مصابيح الشوارع شموساً نهارية وأشعل نجمات المساء فى طرقات حالكة الظلام, ألملم كل الغيامات الرمادية وذرات الضباب المعبأ دخاناً فى كيس كبير وأحمله على ظهرى ككيس الهدايا الذى يحمله سانتا للعام الجديد, أنقب فى الصحراء ثقباً كبيراً أكوم فيه كيس الغيامات الكئيبة وأردم على الكيس كل الرمال الجدباء حتى يختنق الدخان وينفق ولا يقوى بعد ذلك على الأنتشار.


أُقطِّع شرايينى, أرشرش دمائى على كل الصخور وذرات الرمال فتنبت أطفالاً صغاراً يحملون الفئوس ويزرعون فتزهر أشجار بعطر الطفولة, والوريقات الخضراء تزهو تبث الأكسجين النقى فتتنفس مدينتى الصعداء وتزهو وتنفض عن مبانيها الكأبة وتتفتح على الجدران شبابيك كوردات الربيع.


أحرك قلبى من القفص أنزعه وأغرسه كزينة عيد الميلاد على قمة شجرة صنوبر فى الساحة الكبرى بوسط المدينة فتهطل ثلوج على كل الأماكن وتزهو الشوارع بأبيض نقى ويغدو الحريق فى كل الخرابات الموحشة برداً.... سلام.


ألملم كل الجماجم من مجرى النهر أكوم بقايا العظام على شكل هرم كبير جذاب ملون يخلِّد كل الراحلون من أجل أن تبقى المدينة, يروحون هم وتبقى المدينة, وينسى الناس ولا تنسى المدينة, وينسى الناس لأن الأبطال عندما يرحلون لا يبقى من ذكراهم إلا عظام كئيبة تروع من تسول له نفسه بالبطولة.


أفتش فى أكوام الرماد يلوح من وسطها طائر عنقاء جديد قديم يحن إلى عينى مثلى أحن إلى نزهة على صهوة العنقاء.


يشير إلى السرج حتى أسرجه وأمتطيه فأركل السرج فى هوة لا نهائية وأركب على ظهرة ممسكاً بريشات قويات من كتفه, يطير بلا قيد يحلق بعيداً نرى الأشجار تزهر وتثمر, وينابيع ماء صاف تتفجر, وبسمات تزين قوس نصر ملون نعبر من تحته لا من تحت أسوار المدينة.


يهبط على أعلى قمة فى الوجود يشير إلى عش طائر حزين بريشة ملونة وحيدة تزين ذيل عارى, أواسى الطائر الحزين النائح فيهدينى ريشته الأخيرة كما يحدث فى فيلم كارتون مفضل تذكرته من حلم قديم بالطفولة.


أعود إلى العنقاء التى باتت دليلى فتأخذنى إلى كهف تنين قديم مقيد بأغلال عتيقة أمرر ريشتى فتكسر قيوده ويحملنى ويعلو يمر بكل البقاع المظلمة فيطلق ناره التى أختزنها فى كل سنين القهر القديمة نحرّق كل القلاع الكئيبة فتستدعى نار الحريق براكين الأرض فتطفو وتمحو أثام الأثمين تطهر كل البراح وتنشر خصوبتها فى كل الأماكن وأصرخ على ظهر تنينى بصوت وألهب بسوط أدمر كل الطواطم والنصب أكسِّر أعناق الأصنام الكئيبة أمزق أوصال الكائنات الخرافية التى تجول تروع الأمنين.


أطارد كل الوحوش الطليقة أقلّع أعينها وأقطع أذنابها وأصنع منها عقود وتيجان نصر, وأغزو كل مكان يعلّق فيه الأبرياء ويسحلون وتصلب فيه الأمانى وتغرز أكاليل الشوك على جباه الثائرين وتعلو قيمة الأشياء وتُبخس قيمة الأدمى وتوأد أحلام الحالمين.


أفكك كل عروش الطغاة أهدِّم كل قلاع الجبابرة العتاة أُعبِّد كل الصحارى وأزرعها حدائق غناء تثمر فيها أشهى الفواكه وتجرى الجداول لا تخشى شيئاً ينير لها الطريق ضوء القمر.


أُحلِّق على ظهر تنينى تارة وتارة أجول على صهوة العنقاء وأعلو وأعلو وأعلو وأوشك لمس السحاب فيسحبنى شيئاً ثقيلاً لأهوى فأستيقظ مفزوعاً لأجد السلاسل تطوق أقدامى وأصدم رأسى بجدران تحيط بحلمى فتهمس لى روحى أنى غداً فى منامى سألمس كل السحابات وأنى سأشرب قهوتى على سطح القمر وأن الأحلام هنا لا تموت ولكن تمرر لحلم جديد يحقق حلم لم يكتمل.

تمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقدير

عندما تعرفت على عالم التدوين لأول مرة عرفت مدونات أعتبرتها محطات يومية أزورها وأستريح قليلاً من كل شيىء ومنها مدونة أعجبتنى تلقائيتها ورقيها فى التعامل مع المعلقين والمدونين وتعرفت أكثر على شخصية المدونة من خلال حديثها عن نفسها فزاد أحترامى للمدونة وصاحبتها.


الأن أُغلقت المدونة والتعليقات وأعلم أن لكل شخص أسبابه الخاصة ولا أحب التطفل على شئون الأخرين ولكن أحببت أن أشكر صاحبة المدونة على كل شيىء وأعلم أنى ربما سيأتى يوم أتوقف فيه عن التدوين وعندما تحين هذه اللحظة أتمنى أن تترك مدونتى أثراً طيباً عند من يتابعها كما تركت صاحبة المدونة Dr/ Walaa Salah

photo from here http://www.tt5.com/

Friday, January 7, 2011

مساحة أمنة..........لشخصين






أذهب لفراشى كل ليلة, أتكور عائداً من جديد إلى وضع الجنين, كجنين يحن إلى دفء الرحِم.



هناك لا كِبر ولا غرور أنت عارٍ فلن تتباهى بثيابك الجديدة ولا مجوهراتِك التى تخطِف الأبصار, معلق فى سائل أمينوسى, تتحرك بك خطوات أمك كيفما شاءت, كل السيارات ليست ذات قيمة الرحِم يتسع لك ولكن لا براح لسيارتك الجديدة.



هناك لا غدر, لا خيانة, لا حقد, لا حسد ولا غيرة .. لا أحد يطمع فيما لديك.. لا أحد يهتم ماذا لديك بالأساس, ماذا أكلت اليوم وكم تجنى مقابل عملك.



لا ضوضاء, لا مناظر قبيحة, لا أصوات كئيبة ولا أنفاس كريهة, فقط سكون السائل ودقات قلب أمك.



دقات قلب أمك التى تخبرك أنها تدق لتوقِّت ميعاد خروجك للحياة. تحتسب أيام عزلتك بداخلها بالدقات.



كلما مرت دقة تخبرك أنك أقرب إلى حضنها بدقة.



ربما أنت الأن أقرب ما يكون أنت بداخلها بالفعل ولكنها تشتاق للمسة وجهِك على وجنتيها, وضمة حضنك الصغير على صدرها, ومذاق بشرتك الجديدة على شفتيها, وسكون رأسك الصغير وأقدامك الدقيقة بين راحتيها.



دقات قلبها تشعرك بالأمان والأنُس والاحتواء.



أتكور وأعود للرحِم أستغنى عن كل الماديات, أترك حافظة نقودى بالخارج وبطاقات الصراف, فواتير الكهرباء وأقساط ديونى, بطاقة هويتى وجواز سفرى وشهادة ميلادى أتحرر من كل الأشياء, لا شيىء سيؤذينى لأنى لا أنتمى إلى شيىء, فقط أنتمى للكرة التى تحتوينى أسبح قليلاً .. أتأرجح .. ثم أعود وأسكن, لا أملّ ... لن أملّ.



سأحن إلى حدوتةٍ صغيرةٍ تقصها على وعندما تبدأ فى الحكى سأرتعش طرباً لسماع صوتها ثم أنقر نقرتين لأخبرها أنى أستمع ثم أسكن ...... وأستمع.



سأحن للمستها وعندما أشعر بيدها تتحسسنى سيضيىء الكون الفسيح الصغير كله وأبتسم ثم يعود الظلام فأنام بلا أحلام كل ما أتمناه لدى لن أحلم بالمزيد.



عيناى مغمضتان طوال الوقت حتى فى يقظتى, لن أحتاج للنظر فقط سأرهف السمع وأجمع كل الأصوات البعيدة لتخبرنى ماذا يجرى بالخارج, وعندما أعلم أن الخارج ليس أمناً سأغمض روحى وأنام مطمئناً
لأنى هنا بأمان.



لن أحِن لحضنها لأنى أعلم أنى هنا أقرب, أقرب من أى وقت مضى, أقرب من أى وقت سيأتى لأنى هنا جزءٌ منها يربطنا حبل واحد أتمسك به جيداً ولا أتمنى الخروج.



على الهامش:



عندما ألفظ الأشياء كلها أحتفظ بكِ وحدِك, ليست لدى مشكلة فى أن أتشارك معكِ أى شيىء حتى تلك المساحة الأمنة.



هناك دائماً مساحة خالية لكِ فى كل الأماكن وفى كل الأشياء, إن رغبتِ مشاركتى سنقضى أوقاتنا معاً, نمرح معاً, نسبح معاً, نتأرجح معاً ونستمع إلى حكاياها معاً.



وعندما تأتى الساعة سأفقد روحى فى مخاض وأنتظر كل السنين الطويلة لينبت لى شارب يمنحنى حق البحث عنكِ وعندما أجدكِ سنعود روحاً واحدة ونتذكر كل أيامنا السعيدة والبراح الأمن الذى تشاركناه ونصنع براحاً أمناً جديد عندها سيرانا الجميع وسيقولون عنكِ أنكِ توأم روحى.

Wednesday, January 5, 2011

بتاع الأسانسير

من كام يوم بتدور فى دماغى فكرة مش عارف أكتبها.



النهاردة لقيت صورة بتقولها أوى.


ولأنى مش هاعرف أكتبها زى الصورة أنا هاسيب لكم الصورة وهى تقول.



يا ترى إيه الشيء اللى مش منطقى فى الصورة؟


بيتهيألى واضحة أوى.


أنه مينفعش كلنا نبقى الراجل بتاع الأسانسير لأن كل واحد وليه شغله وبتاع الأسانسير شغلته الأسانسير يمكن تبان شغلانة سهلة وبسيطه عادى يعنى ندوس على الزرار نطلع وندوس تانى ننزل. بس الحكاية مش سهلة أوى كده.


وكمان فى حاجة مهمة لما كلنا نبقى بتاع الأسانسير ونطلَع وننزل فى الناس براحتنا يبقى الناس اللى مش بتعمل نفسها بتاعة الأسانسير مش هيلاقوا مكان يركبوا فيه وكمان هنلاقى كل واحد عامل نفسه بتاع أسانسير بيدوس على زرار غير اللى بيدوس عليه واحد تانى برضه عامل نفسه بتاع أسانسير يقوم الأسانسير يعطل بينا كلنا ولا إيه؟


لو أنت مش بتاع الأسانسير يبقى أركب وأستنى بتاع الأسانسير يشوف شغله علشان فيه بلاوى كتييير أوى كان السبب فيها واحد عامل نفسه بتاع الأسانسير.


وبس.


the photo for Koen Demuynck you can find it here http://www.facebook.com/album.php?aid=32717&id=104543089586198#!/photo.php?fbid=157162707657569&set=a.157134364327070.32717.104543089586198