*تشتكى أنهم يئدون أطفالها، ولكنها عادة المكان هنا.
هنا يقتلون الأطفال. وأنا يراودنى الحلم.
أول أمس شنقوا الرضع الثلاث الأخيرين.
أمهم البائسة كانت مكومة هناك تتحسس صدرها المكدس بالحليب وتنتحب. لم يكمل الأخير وجبته ..... فطموه لحتفه.
اليوم استأصلوا رحمها، استأصلوا أرحام كل النساء بدءًا بالعذارى،
تركوا فقط اللائى يئسن من المحيض،أرحامهم جدباء لن تثمر.
أمرُ أمام المشانق الثلاثة وتلح على فكرة واحدة، لماذا تعرض الصيدليات حفائض الأطفال فى الواجهة؟
تلك الشابة تتظاهر بأنها عقيم ولكنى لثلاثة أشهر أراها تقيئ فى الخفاء، اليوم تخفى انتفاخ بطنها الصغير بحقيبة يد كئيبة.
المدينة هادئة بدون صخب الأطفال، والنساء لا يشتكين، هن فقط ينتحبن فى دوائر صغيرة، عبوسات نكدات ساكنات يتشحن بالسواد.
المرأة التى تحمل جنينها فى الخفاء تنظر إلى عينى بثقة "عيناى زرقاء باردة" تعرف أنى أعرف وأنا لا أهتم.
تؤرقنى تفاصيل الحلم الصامتة ولا أنفك أسأل لماذا يستمر بائع الدمى فى فتح حانوته كل صباح؟
لماذا صورة العذراء هادئة تبتسم؟ لماذا ترتدى الأزرق فى المدينة السوداء؟ ولماذا تنظر لطفلها فى سلام ولا تحضنه فى مدينة يئدون فيها الأطفال؟
المرأة التى تزداد استدارة تجهد فى التخفى.
هل أتمت حملها ..........أم أنى وشيت بها؟ لا أتذكر.
*هنا يئدون أطفالها