Friday, April 17, 2015

على جدار القلب

Agostino Arrivabene
فوضوية الشعر تجلس،
تحدق فى عينى الناظر كلوحة من عصر النهضة،
تخمش الجدار الأحمر بأظافرها بثبات،
هو يسير على طريق طويلة يلاحق ظله الذى يستطيل،
تؤرقة استطالة ظله ويرسم فى رأسه لوحة لها ولشعرها الفوضى،
تأبى اللوحة أن تكتمل، التفاصيل كلها تطابقها ولكن اللوحة لا تشبهها ،
يمحو التفاصيل وأطراف ظله المستطيل،
تسارع وتيرة خمشها للجدار،
ويتلهى عنها باقتطاع أطراف ظله،
الجدار الأحمر شفيف يتهتك ولا ينقطع،
يتشاغل أكثر بلوحته،
ييأس من أن تشبهها اللوحة ويقرر أن يرسمها لوحة بيضاء،
تستبدل أظافرها بأزميل تدق به الجدار بعنف دقات مفاجئة صاخبة،
يدير وجهه للظل يهذبه،
الأبيض مؤلم للغاية،
والجدار لا ينقطع،
والدق يتحول لنوبات جنونية موجعة،
الجدار يتشكل ببطء، بسرعة ، بعشوائية.
يفقد شكله المميز
ينبعج أكثر بما يلائم جدار أوشك على السقوط.
يشتكى الظل ويهدد بالعودة مستطيلًا كما كان.
الجدار يشبه الخيمة، وضوضاء الدق تخفت وتعلو.
الجدار يشبه أطلال قلعة لم تكن.
يتشاغل عن الضوضاء وظله باللوحة فى رأسة،
اللوحة لا تكتمل، وشعرها يغدو أكثر فوضوية،
يتشتت بين اللوحة والدق وظله،
يدور كسفينة ضلت الطريق إلى الشاطىء بلا بوصلة تشير إلى شمال الجغرافى،
وشعرها فوضوى كليل  بلا نجمة تشير إلى شمال القلب،
يصمت الدق للحظة ويختفى ظله فى العتمة ويختفى الطريق ،
يسكن كل شيىء،
تسبدل أزميلها بمطرقة،
يخبره ظله أن لا فائدة من الجلوس تحت جدار أوشك على السقوط،
تدق أكثر،
ينظر إلى ظله المهذب،
ظله مبتور، لا يشبهه،
هو مبتور يشبه ظله،
يتوقف،
يصغى للدق،
تتوقف عن الطرق،
تخفض مطرقتها،
يهادن ظله المبتور،
ويجلسا سويًا، ظل كان مستطيل ورجل كان مكتمل كواحد صحيح،

 تحت جدارأحمر كان على شكل قلب.

No comments: