Kees van Dongen
تستيقظ من النوم تتحسس الفراش الخالى بجوارها, أعتادت أن تستيقظ مبكراً لتهتم بكل تفاصيله الكبيرة والصغيرة إفطاره , لون قميصه, رابطه عنقه, عطره, كوب القهوة والكاريكاتير فى الصفحة الأخيرة من جريدته المفضلة الأن لم تعد تقوى على الأستيقاظ مبكراً تشعر بالخجل من نفسها لأنها لم تعد تستيقظ فى الصباح الباكر كما أعتادت ان تفعل । دائماً
إعتاد على محادثتها من العمل كل صباح يضطرب قلبها عندما تسمع رنين الهاتف تخفى لهفتها لأنها تعلم أن الهاتف سيخذلها وتتظاهر بأنها لم تسمعه.
تجلس أمام المرأة تصفف خصلات شعرها البيضاء, أخبرها ذات مره انه سيظل يساعدها فى تصفيف شعرهاحتى عندما يتحول شعرها كله للأبيض تكتم دمعة حاولت الخروج. تشعر بالحنق لأنه لم يفى بوعده فما زالت هناك بضع شعرات سوداء لم تشيب بعد وها هى تصفف شعرها وحيدة.
تمر على الطاولة الصغيرة بغرفة المعيشة تشاهد الوردات الذابلة فى المزهرية تعدهم جيداً لتتأكد من انهم عشر وردات كما كان عددهم بلأمس وقبل الأمس وكما قطفتهم من حوض الزهور بشرفتها ووضعتهم هناك, تضع يدها بحركة لاإرادية على خصلات الشعر المرتبة خلف أذنها تدارى خيبة الأمل, الوردات فى المزهرية عشر أى أنه لم يمر بالورد , لم يشاهد الزهور المكدسة هناك منذ أسبوع مضى لم يسحب وردة ويتسلل خلفها ويغافلها ويضع الوردة خلف أذنها, تتركهم مكانهم ربما يمر غداً فيرى الوردات ويفاجئها بوردة خلف أذنها لا يهم أن الورود ذبلت فالوردة تكتسب سحرها لأنه يحملها بين يديه.
تدخل المطبخ لتطهو الدجاج لأنه يحب تناول الدجاج يوم الأثنين من كل أسبوع ويحب أن يأكله من يدها لا من يد أم عبده, تعلم أنه لن يأتى وهى لن تأكل الدجاج وحيدة وستصبح وجبة الدجاج أخيراً عشاء لأم عبده وأبو عبده وأولادهم ولكن إن أتى ولم يجد الدجاج الذى يحبه ماذا ستفعل؟ ستطهو الدجاج على أية حال ربما يأتى.
الصنبور فى المطبخ يسرب الماء تحاول إصلاحه فيسرب أكثر ويندفع الماء فى كل مكان وتنفجر هى فى البكاء لأنه ليس هنا ليصلح الصنبور كما فعل دائماً, تبكى لأنه لم يعد يهتم بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة, الصنبور الذى يسرب الماء فى المطبخ, قابس الكهرباء الذى تعطل, مقبض الباب الذى أنخلع، وصفة أدوية الكوليسترول التى كتبها لها الطبيب، أقراص الضغط وموعدها فى ليلة الجمعة مع صديقاتها لجلسات القراءة.
تدخل لغرفتهم تسحب قميصه المفضل الذى يرتديه أيام الجمعه وبنطاله القطنى المريح وتضعهم فى غسالة الملابس تعلم أنه لم يرتديهم فى الأسبوع الماضى ولا الأسبوع قبله ولا قبله ولكنها تريد أن يظل ملبسه المفضل نظيفاً دائماً. تخرج القميص والبنطال من المجفف وتكويهم وتعطرهم بعطره الأثير وتضعهم على الشماعة وتميل برأسها قليلاً و تبتسم أبتسامة رضا وتغلق خزانة الملابس.
تجلس فى شرفتها كل مساء لتشاهد غروب الشمس, لا تفوت الغروب منذ علمها الأستمتاع به.
فى غرفة المعيشة تنظر لكرسيه الذى أعتاد الجلوس عليه أثناء قراءة كتبه أو مداعبة اطفالهما عندما كانوا صغار ثم تنظر لصورته على الحائط وتبدأ فى تحضير كلمات قررت أن تخبره بها غداً عن أنها تشتاق إليه كثيراً وعن أنها تفتقد دفئه بجانبها فى المساء , ليس الدفء الحميمى الذى يهتم به الأصغر سناً ولكن دفء القرب من شخص تحبه ويخاف عليك تعتمد عليه ويحتويك, قررت أن تخبره أنها بكت لأنه لم يكن هنا ليصلح الصنبور ويصفف شعرها ويزينه بورده ويخبرها برأيه فى أى التنانير ترتدى لجلسة القراءة ليلة الجمعة ثم أشفقت عليه لا تريد أن تثقل عليه بالشكوى ستخبره فقط أنها تشتاق إليه .... تشتاق إليه كثيراً.
تهاتف الأبن الأكبر الذى وعد أبنه الصغير وزوجته بقضاء نهاية الأسبوع فى المدينة الساحلية الشهيرة والأبنه الوسطى ستحضر مع أبنتها تدريب السباحة أما الولد الأصغر فسيقضى اليوم مع زوجته فى مزرعة حماه, لا أحد يتذكر ستشكو له من جفاء أطفالهم, لم يعودوا أطفال ولكن فى نظرها ونظره مازالوا أطفال.
تستيقظ فى الصباح الباكر وتسحب ثوب أسود أنيق وأخر أزرق داكن, تفاضل بينهما دائماً ما كره اللون الأسود ترتدى الأزرق وتلف شعرها بطرحتها الدانتيل تتجه للشرفة وتقطف أجمل الوردات تعقدهم بشريط ساتان وردى تركب سيارتها ويتحرك السائق بإشارة من رأسها تسرح فى الطريق ترتب أفكارها ماذا ستخبره فى البداية ؟ هل تشكو له من الأطفال أم لا؟ هل تحكى له عن الصنبور الذى يسرب الماء؟ هل تخبره أنها ملت الوحدة وترغب فى أن تكون بجواره أم أن ذلك سيحزنه؟ وتنتبه على توقف السيارة الذى ينبأها أنها وصلت لوجهتها.
عم محمد يسرع لملاقاتها وفتح باب السيارة لتتمكن من الخروج.حمد الله على السلامة يا ست هانم أنا عملت كل حاجه زى ما حضرتك أمرتى واخد بالى من الزرع والمكان بننظفه كل يوم .... يااااه يا ست هانم مين يقول إن فاتت خمس سنين, تعيشى وتفتكرى.
تجلس أمام المرأة تصفف خصلات شعرها البيضاء, أخبرها ذات مره انه سيظل يساعدها فى تصفيف شعرهاحتى عندما يتحول شعرها كله للأبيض تكتم دمعة حاولت الخروج. تشعر بالحنق لأنه لم يفى بوعده فما زالت هناك بضع شعرات سوداء لم تشيب بعد وها هى تصفف شعرها وحيدة.
تمر على الطاولة الصغيرة بغرفة المعيشة تشاهد الوردات الذابلة فى المزهرية تعدهم جيداً لتتأكد من انهم عشر وردات كما كان عددهم بلأمس وقبل الأمس وكما قطفتهم من حوض الزهور بشرفتها ووضعتهم هناك, تضع يدها بحركة لاإرادية على خصلات الشعر المرتبة خلف أذنها تدارى خيبة الأمل, الوردات فى المزهرية عشر أى أنه لم يمر بالورد , لم يشاهد الزهور المكدسة هناك منذ أسبوع مضى لم يسحب وردة ويتسلل خلفها ويغافلها ويضع الوردة خلف أذنها, تتركهم مكانهم ربما يمر غداً فيرى الوردات ويفاجئها بوردة خلف أذنها لا يهم أن الورود ذبلت فالوردة تكتسب سحرها لأنه يحملها بين يديه.
تدخل المطبخ لتطهو الدجاج لأنه يحب تناول الدجاج يوم الأثنين من كل أسبوع ويحب أن يأكله من يدها لا من يد أم عبده, تعلم أنه لن يأتى وهى لن تأكل الدجاج وحيدة وستصبح وجبة الدجاج أخيراً عشاء لأم عبده وأبو عبده وأولادهم ولكن إن أتى ولم يجد الدجاج الذى يحبه ماذا ستفعل؟ ستطهو الدجاج على أية حال ربما يأتى.
الصنبور فى المطبخ يسرب الماء تحاول إصلاحه فيسرب أكثر ويندفع الماء فى كل مكان وتنفجر هى فى البكاء لأنه ليس هنا ليصلح الصنبور كما فعل دائماً, تبكى لأنه لم يعد يهتم بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة, الصنبور الذى يسرب الماء فى المطبخ, قابس الكهرباء الذى تعطل, مقبض الباب الذى أنخلع، وصفة أدوية الكوليسترول التى كتبها لها الطبيب، أقراص الضغط وموعدها فى ليلة الجمعة مع صديقاتها لجلسات القراءة.
تدخل لغرفتهم تسحب قميصه المفضل الذى يرتديه أيام الجمعه وبنطاله القطنى المريح وتضعهم فى غسالة الملابس تعلم أنه لم يرتديهم فى الأسبوع الماضى ولا الأسبوع قبله ولا قبله ولكنها تريد أن يظل ملبسه المفضل نظيفاً دائماً. تخرج القميص والبنطال من المجفف وتكويهم وتعطرهم بعطره الأثير وتضعهم على الشماعة وتميل برأسها قليلاً و تبتسم أبتسامة رضا وتغلق خزانة الملابس.
تجلس فى شرفتها كل مساء لتشاهد غروب الشمس, لا تفوت الغروب منذ علمها الأستمتاع به.
فى غرفة المعيشة تنظر لكرسيه الذى أعتاد الجلوس عليه أثناء قراءة كتبه أو مداعبة اطفالهما عندما كانوا صغار ثم تنظر لصورته على الحائط وتبدأ فى تحضير كلمات قررت أن تخبره بها غداً عن أنها تشتاق إليه كثيراً وعن أنها تفتقد دفئه بجانبها فى المساء , ليس الدفء الحميمى الذى يهتم به الأصغر سناً ولكن دفء القرب من شخص تحبه ويخاف عليك تعتمد عليه ويحتويك, قررت أن تخبره أنها بكت لأنه لم يكن هنا ليصلح الصنبور ويصفف شعرها ويزينه بورده ويخبرها برأيه فى أى التنانير ترتدى لجلسة القراءة ليلة الجمعة ثم أشفقت عليه لا تريد أن تثقل عليه بالشكوى ستخبره فقط أنها تشتاق إليه .... تشتاق إليه كثيراً.
تهاتف الأبن الأكبر الذى وعد أبنه الصغير وزوجته بقضاء نهاية الأسبوع فى المدينة الساحلية الشهيرة والأبنه الوسطى ستحضر مع أبنتها تدريب السباحة أما الولد الأصغر فسيقضى اليوم مع زوجته فى مزرعة حماه, لا أحد يتذكر ستشكو له من جفاء أطفالهم, لم يعودوا أطفال ولكن فى نظرها ونظره مازالوا أطفال.
تستيقظ فى الصباح الباكر وتسحب ثوب أسود أنيق وأخر أزرق داكن, تفاضل بينهما دائماً ما كره اللون الأسود ترتدى الأزرق وتلف شعرها بطرحتها الدانتيل تتجه للشرفة وتقطف أجمل الوردات تعقدهم بشريط ساتان وردى تركب سيارتها ويتحرك السائق بإشارة من رأسها تسرح فى الطريق ترتب أفكارها ماذا ستخبره فى البداية ؟ هل تشكو له من الأطفال أم لا؟ هل تحكى له عن الصنبور الذى يسرب الماء؟ هل تخبره أنها ملت الوحدة وترغب فى أن تكون بجواره أم أن ذلك سيحزنه؟ وتنتبه على توقف السيارة الذى ينبأها أنها وصلت لوجهتها.
عم محمد يسرع لملاقاتها وفتح باب السيارة لتتمكن من الخروج.حمد الله على السلامة يا ست هانم أنا عملت كل حاجه زى ما حضرتك أمرتى واخد بالى من الزرع والمكان بننظفه كل يوم .... يااااه يا ست هانم مين يقول إن فاتت خمس سنين, تعيشى وتفتكرى.