فى الطريق للعمل آتية من الجهة المقابلة تماماً لا تراه، تسحب شهيقاً اثناء إغماضة عينيها فى حركة ارتداد طرف ميكانيكة بحته وتطيل الشهيق تحت تأثير عطره الصباحى وتبتسم، تفتح عينيها أثناء الزفير وتنظر تجاهة وتخرج ختامة صغيرة من حقيبتها المليئة بالاختام وتسمه قرب قلبه وتمضى باسمة.
"فى محطة قطار الأنفاق شابان عابثان كثيرا الضحك يطيلا النظر لتأنقه، يلمزانه كثيراً، يخرجا ختامتين متطابقتين، ويسمونه على كتفه ويمضيان.
يقترب من باب النزول يحتك كتفه عرضاً بالفتاة متواضعة الجمال قرب الباب تنظر إليه شذراً وتخرج ختامة كبيرة وتسمه على جبهته وتغادر متأففة وضجيج صافرة القطار القبيحة يدوى على الرصيف الأخر.
يصل للعمل موظفة شئون العاملين بجانب كروت الحضور والانصراف تنظر بكآبه باتجاهه وتخرج خاتماً من أدراجها وتسمه وتعود لافطارها.
يمر بزملاء عمل ويحصل على حصته اليومية من الأختام .
ينهى يومه على باب المدير ليحصل على ختم كبير على "قفاه" وينصرف.
فى طريق العودة يمر بالرجل الستينى الوقور العابس الممتعض يتمركز على الناصية على كرسيه يحمل ختمين كبيرين يسم باحدهما كل من يمر.
يعود لبيته يغتسل من الأختام التى تغطى جسده كاملاً، يشاهد التلفاز قليلاً ثم يدخل فى سريره لينام.
قبل نومه يصله تقرير شركة المحمول مفصلاً بالاختام التى حصل عليها.
عميلنا العزيز مشترك خدمة التصنيف اليومى تصنيفاتك اليوم كالتالى:
المرأة فى طريقك للعمل: "جذاب"
الشابان فى قطار الأنفاق: "شايف نفسه"
الفتاة المتأففة فى محطة نزولك: "متحرش، سافل، قليل الحياء"
موظفة شئون العاملين: "كئيب، قليل الكلام"
زملاء العمل: "شايف نفسه"تانى" ، متزمت، متكبر، مجتهد، طيب، رخم"
المدير: "حمار شغل"
الرجل الستينى الوقور العابس الممتعض: محايد لم يقرر بعد
يستيقظ فى الصباح ليذهب لعملة، يشعر بالملل يسجل تصنيفه لشعوره تجاه يومه قبل المغادرة "زفت".
يلمح الستينى على الناصية ومن باب الفضول يختلس نظره لاختامه،
الأول "صالحون" يبتسم فى نفسه وينظر للأخر، بصعوبه يقرأ "ش***** أنجاس"
ينسحب بهدؤ ويسلك طريقاً أخر.
No comments:
Post a Comment