Sunday, April 7, 2013

قابل للكسر


الحياة هشه يا عزيزى.


هل كنت تعلم ذلك؟

الحياة نفسها تعلم ذلك، تدرك مدى هشاشتها ولهذا تمارس علينا حيلها، وأنا فى المقابل تعلمت أن أمارس حيلًا على الحياة،

عندما تبدأ الحياة فى مشاكستى أحلم.

أحلم فى يقظتى، أحلم طوال اليوم وباستمرار.

كنت اعتقد قديمًا أنى استنفد حصتى من الأحلام نهارًا ولهذا لا أحلم فى نومى، الأن أدرك أن الحياة تسلبنى أحلام الليل لتعاقبنى على أحلام النهار.

الحياة لا تستطيع مجاراتك لذلك تضع أمامك العراقيل،

تمنحك لتعرف مرارة السلب،

تمنحك المال لتعرف معنى الحاجة، تمنحك الأصدقاء لتختبر الوحدة،

تمنحك النجاح لا لتستمتع به، ولكن لتحيا بهاجس الخوف من الفشل.

الحياة تمنحك كل الخيارات التى تقوضك.

حتى عندما تمنحك الحب فهى تمارس أشد حيلها عبقرية.

تمنحك الحب لتختبر وجع القلب الصاف.

تعلم أن من علامات الحب وخز القلب.

الحب يا عزيزى مؤلم بطبيعته.

والحياة تمنحك ألمًا مزدوجًا، ألمًا عند الحب والمًا عند الفراق.

ولكنها هشة صدقنى.

أكثر هشاشة من البيضات التى أرسلتك أمك لتشتريهم فكسرتهم فى مسافة العشرة أمتار بين البقال وباب بيتك.

البعض يعتقد أن الحياة معقدة قاسية ومع ذلك يؤمن أن خرزة زرقاء تدفع عنه بعض بلاءها .....أرأيت؟

الحياة هشة  لأن الناس ببساطة يموتون.

يموتون ويتوقفون عن الألاعيب، يموتون ويحرمون الحياة لذة الانتصار والتشفى. فتقف أمام الموت عاجزة مستنفدة الحيل.

الحياة ترسل لك مراسيل خيبات متوالية ولا تخجل من أن تقابلك بنهارات جديدة تحمل وعودًا جديدة.

عزيزى أخبرتك كل ما أعرف عن هشاشة الحياة ولكن الأمانة تقتضى أن أخبرك شيئًا أخيرًا،

نعم الحياة هشة ولكننا وبشكل درامى قابلون للكسر.

No comments: