أستيقظ لأجد العالم لم ينتهى بعد،
وأدرك أنى مضطر لمواجهته بكل تفاصيله ليوم أخر على الأقل.
مضطر أنا لمواجهة المرايا،
والمرايا الصدئة تحملهم ولا تغفل التفاصيل الحادة الموجعة.
رأسى قفص لعصافير قبيحة مزعجة لا تكف عن الصراخ.
وقلبى حديقة أشواك مزهرة منذ شهرين ودهر.
الأشواك تخدش قليلًا طوال الوقت......وكثيرًا أحيانًا، والماء المالح
يروى بانتظام لا يختل.
تخبرنى العصافير أن الحزن على الصغيرات الجميلات لا يشبه الحزن على
الجدات.
وشبكات الأخبار الكاذبة التى تعرف كل شيىء تخبر عن وجود كائنات فضائية
تستعد للهبوط على سطح الأرض،
وتخبر أيضًا عن نهاية وشيكة للعالم، وعن نيزكًا قرر الخروج من مداره
ليرتطم بالكرة التى لا تتوقف عن الصخب.
أشرع نافذتى على مصراعيها وأنتظر بشغف.
السماء كئيبة كعادتها فى أيلول.
أعود إلى سريرى بخيبة أمل.
أصرخ فى العصافير بلطف،
لا أحد سيرحل اليوم،
أنا أرى الأقمار تتساقط قبل رحيلها فى مناماتى.
الأقمار تسقط ولا تختفى،
ليس وكأنه لم يكن هناك قمر بالأساس.
وأنا لم أنم منذ فارقنى أخر قمر.
لا نهاية للعالم هذه الليلة.
"لا أبوكاليبس هنا" أخبر العصافير القبيحة الضجرة.
No comments:
Post a Comment