margarita sikorskaia
إقرأ
هنا على هامش الوشاية 1
المشهد كله يتداعى ولا يبقى سوى صرير أرجحة المشانق ورائحة الدماء
الطازجة.
المرأة التى وضعت للتو تنتظر المعجزة.
تلقم رضيعها صدرها وتفكر فى قذفه باليم، وأنا أشير إليها من بعيد بلا
صوت،
أحاول جاهدًا أن أخبرها أن زمن المعجزات قد ولى، أخبرها أن الواشون
يراقبون،
أخبرها أنى كنت واش حتى الأمس، وأن جيوبى مازالت مثقلة بفضة الوشاية.
فضة الوشاية لا تشترى سوى
الألم.
المسيح آمن.
إثنا عشر حوارى ويهوذا واحد...........واش واحد.
يا يسوع أود أن أخبرك أن يهوذا لم يعد اسمًا دارجًا، يهوذا أصبح صفة.
المسيح آمن.
يهوذا تحمل وزر خيانة المسيح،
أما الأن فلا يهوذا يحاسب.
الأن يكافئون يهوذا بالفضة الوفيرة.
والعذراء مازالت هادئة وتبتسم.
هى تعرف أن مسيحها آمن، تتذكر أنها عندما حملته انتبذت به مكانًا
قصيا، وتعرف أنه الأن أقصى مما يستطيع الواشون الوصول إليه.
*************************
-
حاول
حاكم الرومان حثهم على تغيير رأيهم بعد ذلك....
-
"حثهم
على تغيير رأيهم" ثم نقطة ثم "بعد ذلك"
-
بعد
ذلك....
أمر أن يضربوا، ولكن جاستوس وباستور ليسا خائفين،
ابتهجا وأظهرا نفسيهما وهما يأملا أن يموتا من أجل المسيح،
وعندما رأى الحاكم الرومانى ذلك امتلأ بالغضب ......... وأمر بقطع
رأسيهما.
-
ما الذى
تجدينه مسلياً فى ذلك؟
-
حسنًا.....
-
حسنًا
ماذا؟
-
هؤلاء
الأطفال كانوا حقًا حمقى.
-
لماذا؟
لقد قالوا أنهم آمنوا بالمسيح وصدقوه ثم ماتوا من أجل ذلك.
هل كنت أنت لتنكرين المسيح؟
-
حسناً.
نعم.
فى داخلى كنت سآؤمن به، ولكن لم اكن لأخبر الرومان بذلك.
-
وهل هذا
ما تعتقده أنت أيضًا يا نيكولاس؟
نعم يبدو ذلك.
إذن أنتما الاثنان كنتما لتكذبان، لدرجة إنكار المسيح وكنتما لتنقذان
رأسيكما من القطع، هذا صحيح.
ولكن .... ماذا سيحل بكما بعد ذلك؟ بعد أن تموتا، أين كنتما ستذهبا؟
أين؟ نيكولاس؟
-
إلى عالم
النسيان المخصص للأطفال؟
-
وما هو
عالم النسيان المخصص للأطفال؟
-
هو أحد
مناطق الجحيم الأربعة، وهو ........؟
-
أنا!
أنا!
-
لا. دعيه
يكمل الإجابة. وهو..........؟
-
هناك
الجحيم حيث يذهب الملعونون،
ثم هناك العذاب، وحضن إبراهيم حيث يذهب الخيرون،
-
وهناك
عالم النسيان المخصص للأطفال، فى مركز الأرض حيث الحرارة مرتفعة جداً جداً.
هناك حيث يذهب الأطفال الذين يكذبون، ولكن ليس لأيام معدودة، لا.
لا، إنهم ملعونون إلى الأبد.
حاول أن تتخيل نهاية الأبدية.
إغمض عينيك وحاول أن تتخيل هذا، إلى الأبد........ألم إلى الأبد.
-
أنا أصاب
بالدوار.
-
الأن هل
تفهم لماذا قال جاستوس وباستور الحقيقة، أليس كذلك؟
************************
المرأة التى وضعت حملها آمنة، تعلّم وليدها أن الوشاية خطيئة، تعلّمه أن
فضة الوشاية لا تشترى سوى الألم.
ووليدها الذى نجا مرتين يتعلّم كيف يتلوّن، يتعلم أن خياراته فى
المدينة السوداء تنحصر فى أن يعيش بجيوب مثقلة بالفضة أو أن يموت متدلياً على
مشنقة.
يتعلم أن يهوذا أصبح صفة، وأن زمن المعجزات ولى، ومع ذلك فضة الوشاية تجترح
معجزات من نوع أخر،
يتعلم أن برغم وشايته المسيح آمن، وأن العذراء هادئة ابدًا ترتدى
الأزرق وتبتسم.
*** النص بين السطرين من حوار فيلم الأخرون "The others"