كل سنين العزلة
كل الأيام من بعد رحيلك تتشابه مع تاريخ العزلة.
تأريخ العزلة يعود لحقب سابقة لتفتح زهرك, حقب جدباء لا تعرف كل التفاصيل التى ينثرها الصبح على أوراق الأزهار, حقب لا تعرف تعقب أقواس الألوان فى سماء صافية يكسوها رذاذ المطر الدافيء, حقب لم تألف سرقة لحظات الفجر وتتبع خيط الشمس الذهبى الأول وهو يرسم لوحات من ضوء على صفحة مرج أخضر أو صفحة بحر أزرق, حقب ببساطة لم تعرف معنى الألوان, حقب عاشتنى فى الزمن الأول قبل الميلاد.
قبل الميلاد تصطف تماثيل الماضى بملامح عابثة وجبين مقطب وشفاة لم تنبت يوما فيها بذور البسمات,
كل التماثيل تماثلنى فهنا تأريخ حياتى فى عصور مظلمة خالية منك.
قبل الميلاد شيد صرح منقوش بنقوش أبدية لبحار تخلو من شطأن وزهور خاصمت الألوان لطيور ثكلى يشغلها النوح عن التغريد ولأشجار تخنقها الأغصان. لشخوص حادة حجرية شكلها أزميل صخرى لا يعرف غير النحت وأبداً لم يتعلم شيئأً عن فن الألوان.
قبل الميلاد أكتشفت لغة الصمت المطبق كتبت بحروف من صمت لم تنطق أبدا لكن حفرت فى كهوف يكسوها حجر صوان مصمت كالصمت المطلق لللغة الرسمية الأولى لممالك تاريخ العزلة لممالك قبل الميلاد.
قبل الميلاد كل الأيام تتشابه مع كل الأيام, تشبه ...... لا أعرف ماذا تشبه لكن فلتقرأ فصل من تاريخ العزلة وتخيل إنسان يحيا فى عالم لم يكتشف الألوان وستعرف أن الأيام قبل الميلاد لا تشبه شىء تعرفه لا تشبه حتى اللون الأسود فالأسود ضمن الألوان وتاريخ العزلة كما قلنا لم يعرف معنى الألوان.
أثار التاريخ السابق لوجودك شاهدة على حقب عامرة بالعزلة وعصور زاهية للوحدة وممالك تخترع الأحزان.
من أقدم أثار التاريخ هرم شيد فى زمن غابر تتكدس في أقبيته كل كنوز الوحدة, فى حجرة دفن تتمدد مومياء وحيدة, وتعج الجدران بنقوش تأبى أن تتجمع حتى فى لوحة فيدير النقش الظهر لظهر النقش الأخر ونقوش الوحده مزخرفة باللا ألوان.
كل الأيام من بعد رحيلك تتشابه مع تاريخ العزلة,
من وقت الغزو الأول لجيوشك لممالك عزلتى الأزلية يعرف تأريخاً بعصور ما بعد الميلاد يتمايز ما بعد الميلاد بتطور فى فن النقش بشخوص باسمة ونقوش تتشابك تتعانق تتقافز تصبغها الألوان.
بعد الميلاد اكتشفت كل الألوان.
وغياب الألوان يعود بنا لدروس التاريخ الماضى وفصول كتاب التاريخ تذكرنى أن الأيام من بعد رحيلك تتشابه مع تاريخ العزلة.