Wednesday, April 27, 2011

رائحة الوحدة "إعاده نشر"

أعرف كيف يمر الوقت بدونك, أقصد أعرف كيف لا يمر الوقت بدونك


أنزع قيداً مطاطياً من حول كومة خطابات أرسلتيها إلى أحتفظ بها تحت وسادتى أملاً فى أن تتحرر كلماتك من قيد سطور, تتشخص أحلاماً تحتال على ليلى الأرِق.


أحرر أظرفك الوردية انثرها فى حجرتى فتطير فراشات وتتفتح براعم زهور سحرية تنثر عبقاً يُخجِل أشهر ماركات العطر من أن تصنف فى خانة عطر, تتدلى نباتات من سقف الحجرة تلتف على حافات سريرى ويجرى جدول صغير بين الكرسى والطاوله.


تقفز طوابع البريد من زوايا الأظرف تتسابق لتجمل جدرانى كأنها لوحات مونييه او دافنشى تتوارى الموناليزا وتنطفىء ابتسامتها من سحر طوابعك على الجدران, أتحسس طوابع البريد ترسل لى لثمات طبعتيها عليها اضم كل الطوابع التى أخفيت قبلاتك بها بحجه لصق الطابع.


انثر أوراق خطاباتك أشمك فيها, رائحه الكعك الملتصقة بكل حروفك تنبأنى كيف يمر الوقت بدونى.


أعرف أنك تخبزين الكعك فى أنتظارى, عشرات الكعكات بوصفتك الأبدية طحين وزبد ولبن ودموع وحب وكثير من الذكريات ثم تخبزينها بأشواقك, تحترق الكعكات من الشوق تعتذرين منى أن الكعكة أحترقت وأعتذر منكِ مع وعد بألا أطيل غيابى حتى تحترق الكعكات.


لا مرة وجدت الكعكة حين أعود ولا مرة بررت بوعدى وأنقذت الكعكة.


ذات مساء أخبرتينى أنك تودين تجربة القطر ثم ضحكتى وقلتى” لا داعى للقطر سأضع كثيراً من ذكرياتنا معاً".


أدير المفتاح فى الباب وأراكى, رائحة خبيزك تملأ أنفى وأراكى, تلتفتين, أعرف من مريلة المطبخ وشعرك المصبوغ بذرات الطحين ونظرة عينك أن الكعكة أحترقت.


تلك الليلة أصررت على خبز الكعكه, طعم الكعكة حلو مر هل غيرت طريقتك الأبدية؟ أم أن المقادير اختلطت أم انك لم تضعى القطر؟ ابداً لم تضعيه قلتى ستضعين ذكرياتنا, أمذاق هوانا حلو مر؟


أم أنك تذكرين ذلك الوعد؟ هل ضقتى برحيلى؟ لن أرحل ...... أو... قد أرحل لكن لن أنسى الوعد.


عند رحيلى أشفقت عليكِ أخبرتك ألا تخبزى المزيد من الكعكات علمتك أن تحتالى على وقتك بالغزل, أهديتك مغزل وبكرة صوف وأبرة غزل لن تضطرى لانتظار الكعكات حتى النضج عندما تملين الغزل اتركية وعندما تعودين تجديه فى انتظارك لن يحترق الغزل.


كل نساء الشارع يحتلن على الوقت بالغزل.


أعرف أنى أكذب كل بيوت الشارع تفوح منها رائحة خبيز الكعكات ويتناثر الطحين على أبوابها.


تعرفين أنى أكذب كل نساء الشارع يتشاركن طقوس الخبز ويتبادلن الوصفات .


لكن كعكتك ليست كباقى الكعكات كعكتك أشهى من كعكات نساء الكون أنتِ أشهى من كل نساء الكون.


هذه المره أبر بوعدى أدير المفتاح فى الباب أراكى رائحة عطور ورود الطائف وبخور السند ورائحة الفل تزاحم رائحة أخرى أعرفها وأراكى, تجلسين إلى مغزلك وبكرة صوفك لم تنفرط أسألك كيف يمر الوقت بدونى فتقولين بأنك قد اتقنت الغزل.
تعرفين أنك تكذبين لا تتقنين إلا خبز كعكتك الأبدية.


أعرف أنك تكذبين رائحة خبيزك تملأ أنفى وتزاحم كل عطور العالم التى فشلت فى حجب رائحة كعكتك الأزلية.

photo from here


Wednesday, April 20, 2011

تاج الثورة


تاج الثورة مررته لى شيرين سامى صاحبة مدونة حدوتة مصرية*
هل توقعت ثورة 25 يناير؟
طبعاً لا ولو كان حد حكى لى كل اللى حصل ده كنت قلت عليه فيلم هندى  بس الفترة اللى قبل 25 يناير ومع الدعوات بالخروج والفيديوهات حسيت أن الموضوع هيكون مختلف أو اتمنيت ده من جوايا لكن عمرى ما تخيلته بالشكل ده.
وفى يوم 14 يناير كتبت بوست سميته أضغاث أحلام وكنت باحلم فيه بتغيير الظلم لكن كان أمل بعيد زى أضغاث الاحلام.

* وهل كنت من ثوار ميدان ( التحرير - الكنبة - الكمبيوتر - حدد الميدان الآخر الخاص بك)؟
طبعاً أنا مقيم فى الرياض بحكم عملى فكنت من ثوار ميدان "الفيس بوك" :) أكيد كان نفسى أكون موجود فى مصر وقتها لكن الظروف مسمحتش لكن كنت باتابع الوضع زى كل المصريين المغتربين وايدينا على قلوبنا وقلقنا على مصر عموماً وعلى أهالينا وأوقات مكناش بننام لأننا بنسمع حاجات كتير ومفيش عندنا وسيلة نتأكد بيها من الأوضاع عاملة إزاى فى مصر وكانت من أصعب الفترات اللى مريت بيها.

* ما لم تنجح الثورة في تحقيقه هو:
أكيد صعب أقول الثورة منجحتش فى تحقيق إيه بعد شهرين من الثورة الموضوع محتاج وقت أكبر علشان نحكم على حاجه زى دى لكن بيزعلنى أن الثورة وهدفها موصلش للناس البسيطة اللى كانت متضايقة بجد " مش فلول يعنى ولا ثورة مضادة" من تعطيل الحياة لأن الناس دى مش فاهمة الفرق بين وجود مبارك أو عدمه ومش فاهمة أنه هو السبب فى تهميشها وفقرها وجهلها وكان نفسى غرض الثورة وهدفها يوصل لكل الناس البسيطة اللى مالهاش فى السياسة وتعرف أن الثورة دى عشان هما يعيشوا حياة أحسن بس إن شاء الله لما أوضاعهم تتحسن أكيد هيعرفوا ده.

* أكثر شىء فرحك في هذه الثورة هو:
أول حاجة حلوة كانت الفيديو بتاع الشباب المعتصمين اللى بينظفوا مكانهم فى الميدان الفيديو ده خلانى فى السما .
بعدها كل الايجابيات اللى ظهرت الناس بتتعاون والمسيحين بيحاوطوا المسلمين وهم بيصلوا والناس كلها بتتعامل مع بعض بمودة والناس بتحمى بعض من غير ما يعرفوا بعض وبيتشاركوا فى الاكل والشرب، وكله كوم بقى واللجان الشعبية كوم تانى دى كانت فاكهة الثورة :)
وكمان رأى الناس بره فى المصريين بعد الثورة ونظرات الاعجاب فى عيون الناس وهم بيتكلموا عن المصريين حتى من الأخوة العرب أو الاسيويين هنا فى المملكة وهم بيتكلموا معانا عن الثورة والشباب المصرى اللى بيعمل ثورة وينضف ورا ثورته تانى يوم.

* الشخصية التي أعجبتك خلال الثورة:
كل مصرى نزل الميدان ولو هاختار أشخاص محددة أنا حبيت نوارة نجم فى الوقت اللى قبل الثورة وبعد لما خدمة الانترنت رجعت ورجعت تدون تانى كلامها كان بيعجبنى وما زال.

* الشخصية التي احتقرتها بسبب الثورة:
هناء وشيرين قصدى هناء وسيد بتوع المحور .
فعلاً كانوا أزبل حاجة فى الوقت ده "وأسف طبعاً على اللفظ بس ده أقل واجب يعنى"
واللى زيهم طبعاً وعمتو عفاف شعيب برضه نزلت من نظرى جامد "حقد طبعاً علشان بتتعشى كل يوم بيتزا وريشه :)"

* أطرف ما سمعته خلال الثورة؟
فيديوهات ميدان التحرير طبعاً "مستر نانا" والولد بتاع الجامعة الامريكية اللى كان بيقول هنعمل إنقلاب وكلمة السر "شيت" واللافتات اللى الثوار كانوا بيرفعوها كان تقريباً كرنفال خفة دم.

* القناة التي تابعت من خلالها أحداث الثورة هي:
الجزيرة البى بى سى عربى والعربية أحياناً كلهم عن طريق البث الحى على الانترنت معظم الوقت علشان ظروف شغلى.

* الجريدة التي كنت تقرأها لتتابع الثورة:
برضة الجزيرة والبى بى سى عربى معظم الوقت عن طريق المواقع الالكترونية بتاعتهم.

* الكاتب المفضل خلال الثورة:
نوارة نجم وهى دايما كانت بتحط لينكات لمقالات بلال فضل.

* المذيع (المذيعة) المفضل خلال الثورة هو:
مكنتش باتفرج على برامج حوارية أخبار بس.

* كلمة تقولها لشهداء وجرحى 25 يناير:
الشهداء مش محتاجين كلمتى والجرحى باقولهم أنكم دفعتوا مع ناس تانية كتير تمن حريتنا وأكيد هم معملوش كده علشان يسمعوا من حد شكر أو مدح بس عموما ربنا يعافى منهم اللى لسه عنده مشاكل مع جروحه وإصاباته لكن أحب أقول كلمة لأهالى الشهداء أقولهم ربنا إن شاء الله يتقبل ولادكم شهدا ويشفعهم فيكم وأقولهم أن محدش يزعل علشان خلف رجالة."والكلام ده سواء كانوا شباب أو بنات"

* متقولش إيه إدتنا مصر وقول حندي إيه لمصر.. عندك حاجة تديها لمصر؟
أكيد أنى أحافظ على اللى وصلنا له وما اساعدش حد على الرشوة أو المحسوبية والواسطة وأحافظ على البلد نضيفة وأعمل كل اللى ربنا يقدرنى علية سواء أتبرع بمال أو وقت أو جهد فى أى مشروع يكون هدفه أن البلد تكون أحسن. أكون قدوة لغيرى بأفعالى مش بكلامى.
أخلف ولاد وأربيهم على الأخلاق الكويسة وتبقى دى أكبر هدية لو كل واحد عملها يبقى بنهدى لمصر جيل جديد يبنيها ويحافظ عليها إن شاء الله.

* من سترشح لرئاسة الجمهورية؟ ولماذا؟
لسه بدرى على الكلام ده لما نشوف المرشحين وبرامجهم الانتخابية ومدى قابليتها للتحقق وكمان نعرف خلفيات كل المرشحين وقتها ممكن نختار إن شاء الله.

* لو أصبحت رئيسا لمصر ما هي أول ثلاث قرارات لك؟
أولاً: حد أدنى وأعلى للأجور وإعادة هيكلة للهيئات والمصالح الحكومية بالكامل.
ثانياً: قرارات خاصة بتحقيق إكتفاء ذاتى من الغذاء والسلع الأساسية على مدى قريب وخطوات للنهوض بالصناعة والزراعة والنهوض بالصناعات المحلية اللى لينا فيها ميزات تنافسية عالمية زى القطن وصناعة المنسوجات مثلاً.
ثالثاُ: قرارات خاصة بتحسين التعليم والخدمات الصحية، والتأمين الصحى والتعليم الإجبارى لكل مواطن مصرى وتطوير العشوائيات وحل لموضوع الناس اللى مالهمش أى دخل وده كله بحلول وبدائل بعيدة عن الاقتراض.
وده يلزمه هيئة كاملة من المستشارين الاقتصاديين والاجتماعيين والمتخصصين فى الطب والهندسة والزراعة والتعليم وكافة المجالات.

* لو أعطوك نصيبك من المليارات المسروقه, ماذا تتوقع أن يكون نصيبك منها و ماذا ستفعل بهذا المال؟
ههههههه أكيد مفيش كلام من ده لكن أتمنى الفلوس دى ترجع بأسرع وقت وتدخل مباشرة فى مشروعات تنمية وسداد الدين الداخلى او الخارجى لأن كل يوم بيمر بنتحمل بأعباء ديون أكتر لأن الفايدة على الديون عادة مركبة يعنى بنبقى مطالبين ندفع فايدة على أصل المبلغ وعلى الفايدة كمان  فالفلوس دى ممكن تحل مشاكل كتير وأى مبالغ يتم ضخها فى السوق بتساوى مشاريع يعنى فرص عمل جديدة يعنى حل لمشاكل كتييير.

على فكرة التاج ده عاوز حكى كتير علشان مينفعش بوست واحد نقول فيه كل اللى أحنا عاوزينه 

Wednesday, April 13, 2011

محاولات فاشلة



سأتوقف عن كتابة أشياء كئيبة، سأتغاضى عن كل الغبار العالق فى الهواء وعن رائحته التى تخنق الأفكار المبهجة، سأتظاهر بأنى لا أشمه ولا أراه وسأواصل أزاحة أكوام التراب المستقرة حولى وسأدعى أن الذرات الجديدة التى تنتظر خلو الأرض من الحبات المتناهية الدقة لتحل محلها ليست هنا، سأتعايش معها حتى تذهب وتختفى.

سأتغاضى عن المذاق المعدنى الكريه لحشوة أسنانى وعن الألم الذى يطل من تحت الضرس حتى بعد استسلامى لمحقن الطبيب وأدواته المعدنية التى دسها داخل فمى.

وسأدعى أن تكرار أيامى بنفس الرتابة يجعلها أكثر راحة وبعداً عن المفاجآت "الجميلة" الغير مرغوب فيها التى يجلبها يوم مختلف، سأكتب عن أشياء ملونة كثيرة ليست بالونات لأنى كلما فكرت فى الكتابة عنها تنسل الكلمات وتهرب كبالون الهيليوم الصغير الذى ينفلت من يدك ويرتفع لأعلى فتقفز فى محاولة أخيره للامساك به ولكنه دائماً يسبقك فتنظر له بحسره وهو يبتعد ويطل لسان صغير من الفم المرسوم على البالون ليزيد شقاؤك.

لن أكمل قراءة "فى ساعة نحس" لأنها تجلب أفكار كئيبة سأؤجلها قليلاً وربما أكمل قرأة "أحلام النساء الحريم "

أه لو كانت مكتبة أخى فى متناولى الأن لقرأت "توم سوير" ربما أو شيئاً خفيفاً مبهجاً .
سأفتح خزانة ملابسى وأنثر قطع الملابس الصغيرة الملونة التى لا أستطيع التوقف عن ابتياعها كلما مررت بجانب المتجر الذى يبيع ملابس الأطفال وأتسلى بمحاولة تخيل شكل أطفال أخوتى فى ملابسهم الملونة الجديدة.

ربما أخرج للتنزه فقط إن توقف ذلك الغبار عن مضايقتى وسأشترى المزيد من القطع الملونة الصغيرة.

وكلما ألحت على أفكار كئيبة سأتذكر تلك الزهرة التى نبتت على الرصيف على مفترق الطريق ودفعت ببلاطات الرصيف من طريقها ولم تأبه لكل ذرات الغبار ولا لكونها تقف وحيدة وسط تلك العماليق الأسمنتية ولا لضوضاء السيارات المسرعة فى كل الاتجاهات ولا لحرارة الشمس التى بدأت تنذر بصيف قائظ وإنما وقفت هناك فى صمت وجلالة وأناقة تستقبل شعاع الشمس بمنتهى التسامح وتتجاهل الغبار والضوضاء بدون كبر وتتمتع بتفردها وتميزها وربما عزلتها.


ملحوظة: الصورة لتذكرنى أن ابتسم

Friday, April 8, 2011

هنا تصنع السعادة



تمر الشمس بحذر على المدن النائمة قبل أن تشرق كل صباح فتجمع بقايا الأحلام السعيدة وعندما تغرب فى المساء تشرق هنا فتضع حصيلة الأحلام فى الإناء وتنثر ذرات ذهبية صغيرة مع أشعتها.

تأتى الفراشات محملة بضحكات الأطفال الصغار أختلستها عندما وقفت على أنوفهم أو وهم يطاردونها بمنتهى السعادة وتحمل معها كل الروائح الطيبة التى جلبتها من الأزهار ونظرات المحبين عندما يتبادلون الزهور وتطرحها فى الأناء.

تقف الأرانب الصغيرة على قائمتيها الخلفيتين وتثبت أذانها عالياً لتجمع كل الكلمات الطبية التى تحملها النسمات وأمنيات السعادة التى يتبادلها الأصدقاء وتضيفها لمحتوى الأناء ثم تضع القليل من حبات الفراولة ومقادير متساوية من الفطر الملون والزهور البيضاء.

وعندما تنضج السعادة قرب المساء تحملها الشمس مع غروبها عن هنا لتقايضها قبل شروقها هناك ببقايا أحلام سعيدة تصلح لصنع أشياء أكثر سعادة.

Saturday, April 2, 2011

أشياء بسيطة، أشياء معقدة



كحبة الفول التى أنقسمت لنصفين، يشبها بعضهما حد التطابق، يبدأ أحدهما الجملة فينهيها الأخر.

لم يكونا أبداً هكذا.

كانا أشبه دائماً ب " توم وجيرى" فى نسخة حديثة، يصغى أحدهما لحديث الأخر ثم يأتى بنقيضه تماماً كاقتراح، أو يتكلم أحدهما عن الشرق فينهى الأخر الجملة محولاً الحديث جهة الغرب تماماً.

لم يحمل أحدهما ملمحاً من الأخر "أقصد على مستوى الشكل الخارجى" كانا متضادين فى كل شيئ تشعر عندما تراهما أنك ترى الشيئ ونقيضه.

قصير وطويل، نحيف وممتلىء، أبيض وأسمر، التضاد كله.

المحير فى الأمر أنهما يجتمعان على أشياء صغيرة كقطعة شيكولاته مثلاً، ترى نفس المقدار من السعادة بالظبط فى أعينهما عندما يمارسان طقس تبادل الشيكولاته.

أتدرى ذلك القدر من التقارب عندما يعلم شخص ما من موقف معين أنك تحب الشيكولاتة فتتحول كل هداياه إليك إلى قطع بنية خبيثة تتأمر عليك لتدفعك دفعاً إلى الانتباه له وله فقط فى وجود كل الأخرين؟

أو عندما تعلم أن شخص ما يفضل الشاى بالحليب عوضاً عن القهوة فى إفطاره فتمطره بأشكال مختلفة من أنية الشاى الخزفية لتقوده كل خياراته الصباحية بخصوص أى "مج" سيتناول فيه الشاى إلى تذكرك؟

هكذا كانوا ..... أو ربما أقرب.

ناهيك عن أن أحدهما يقضى نصف يومِه فى الحديث مع الأخر والنصف الباقى فى الحديث عنه.
ربما جمعتهم أشياء صغيره، ولكن الأهم أنه لم توجد أشياء كبيرة لتفرقهم.

لم يكن هناك شيئاً واحداً بخصوص أى منهما محل خلاف كبير أو مستعصى.

كل ما جمعهما كان بسلاسة أنسياب الماء وترقرقه وبلطف نسمة باردة فى ليلة صيفية.
ولهذا انتهى كل ما بينهما بمثل هذه السلاسة ربما.

ربما لأن الأشياء التى جمعتهم لم تكن بهذا التعقيد، أو ربما لأنه لم يكن هناك شيئ كبير يدفعهما بعيداً فى اتجاهين مختلفين فيزيدهما إصراراً على القرب.

أو ربما لم يكن الاستمتاع بقطعة شيكولاتة بالقرب من شخص ما يعنى لهما أكثر مما يعنيه تناول كوب قهوة فى الصباح أثناء سماعك لبرنامجك الإذاعى المفضل، أو ارتباط كوب الحمص الساخن فى ذهنك بالجلوس على السور المزخرف ل "كورنيش" وسط البلد.

ربما كان السر فى الشيكولاته فقد يكون كلاً منهما الأن يستمتع بقطعة من شيكولاته يستبقيها فى فمه لأكثر وقت ممكن بالقرب من شخص أخر أو حتى وحيداً.

أو ربما تُذكِرهما الشيكولاته ببعضهما فيتبسم كلاً منهما بعيداً عن الأخر لأنه فى قرارة نفسه ربما يعلم أحدهما أن الشيكولاته كانت ألذ بجانب الأخر، بينما يدرك الأخر أنه لم يعد يحب الشيكولاته أو بالأحرى أنه لم يكن يحبها بالأساس وإنما أحبها لأن وجود قطعة الشيكولاته بينهما كانت هى كل ما يلزم ليتحدثا كثيراً عن لذة الشيكولاته أو كيف أن قطع البندق وربما الكراميل تجعل مذاقها ألذ مما يعنى الكثير من الحديث والبقاء بجانب الأخر.

ربما كانا قريبين، ربما أحب كلاهما القرب من الأخر ولكن أبداً لم يشبها بعضهما.

لم يكونا كحبة الفول التى أنقسمت لنصفين، لم يشبها بعضهما حد التطابق، ولم يبدأ أحدهما الجملة فينهيها الأخر.

photo from http://lornamatic.com/wordpress/