يمر على المكان الخالى كقلبه،
اعتادوا ان يكونوا هنا،
اعتادوا ان يملأوا قلبه
والمكان،
لا يشعر بشيىء،
بلى يشعر ..... يشعر بالخواء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادة نقدر الأشياء بعد أن نفقدها فالفقد يعلمنا كيف نقدر ما لدينا.
نقدر الأشخاص بعد أن يرحلوا، ندرك أن لحظة ما قضيناها معهم كانت هى
أجمل اللحظات التى حييناها أو سنحياها ولكن بعد أن نفقدهم،
لا تتسنى لنا الفرصة لنخبرهم
بذلك. لنخبرهم بمنازلهم فى قلوبنا ونحن ننظر فى أعينهم، ندرك ذلك ونحن نحاول إخبار
شواهد قبورهم أو ونحن نذكرهم فى صلواتنا.
الفقد يعلمك أن تحسن تقدير ما لديك ولكنها حقاً طريقة قاسية للتعلم.
ومن قال أن المعرفة سهلة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
للفراق أنواع وبعض الفراق أهون ربما من غيره
أن تفارق شخصاً تحبه ومع ذلك تعلم تماماً أنك ربما تقابله عند الناصية
أو تلقاه مصادفة فى مقهاك المفضل
او تراه قدراً من نافذة سيارتك فى إشارة مرور أو تتتبع أخباره إذا اشتقت
له لتعلم أنه/ا تزوج/ت وأنجب/ت هذا نوع.
أو أن تفارق شخصاً تحبه وتعلم جيداً أنك لن تراه مرة أخرى وأنك لن
تستطيع محو رسالته الأخيرة عن هاتفك لأنها حتماً الأخيرة وأنك حتى ولو حاولت طلب
رقمه فلن يرد وربما قامت شركة المحمول بإغلاق الخط لعدم الاستخدام .
أن تشتاق له لدرجه أن تبحث عن صورة له تجمعكما معاً أو حتى منفردة
لتسترجع ملامحة فلا تجد فتكتفى باستدعاء الصورة بداخلك لأخر بسمة ابتسمها عندما
كنتما معاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تلح الذكرى وترفض الكمون ولو قليلاً
ترفض أن تترك مساحة للروح لتهدأ.
صوت أحدهم المحمل بالشجن عبر الهاتف يجلب أشد الذكريات إيلاماً.
الذكريات المتعلقة بالرحيل هى الأشد إيلاماً.
وأشد الراحلين إيلاماً برحيلهم هم من يتركون بصماتهم بأعمق منطقة فى
روحك فى حياتهم لأنهم عندما يرحلون يخدشون البقعة الأعمق، يتسببون فى الجرح
الأعمق.
لأنهم فى وجودهم كانوا ملتصقين بالروح يتسبب غيابهم فى أشد الضرر،
مفارقة الروح للروح مؤلمة لأن أماكن
التصاق الروحان تترك مجروحة، مكشوفة، أكثر حساسية وعرضة للانكسار.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما عادت بى طاقة للحزن.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تتحاشى اشخاص معينين "تحبهم" لأن وجودهم حولك يخلق صورة
ناقصة، إجتماعك بهم يذكرك بالنقص، إجتماعكم الناقص يذكرك بغياب أخرين، يذكرك بما
اعتادت الصورة أن تكونه، تفضل اجتنابهم لتتناسى لكن بداخلك تعلم تماماً أن القرب
فيه قليلاً من السلوى فتقترب، رغماً عنك ... تقترب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ترفع السماعة تنتظر/ ترغب فى تهنئة أحدهم، الهاتف مغلق/ لا يرد فتجرب
مهاتفة شخص أخر تماماً، يجيب ويأتيك خبر فقد صغير.....كبير.
ما عادت بى طاقة لفقد جديد، ما عادت بى طاقة للتعايش مع فقد قديم، ما
عادت بى طاقة لسماع المزيد من أخبار الفقد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
متى سأكف عن التذكر، عن التذمر،
أنا ما عدت قادراً على تحمل تبعات الحنين، لا أملك رفاهية الأشتياق، لم يعد
فى الروح متسع لشوق جديد، لحنين يشبك مخالبه فى شغاف القلب، تكالبت المخالب ولم
تترك مساحة سليمة إلا طالتها/ ثقبتها وتسربت كل طاقة لدى للصمود، أنا لا أقوى
اليوم على الاشتياق.
ـــــــــــــــــــــــــــ
أبدأ يومى متصفحاً الانترنت
لأجد سؤالاً من تلك الأسئلة التى تعطل الحواس لبرهة/ دهر.
تتعافى الحواس جزئياً من وقع الصدمة وتبدأ فى التعامل مع السؤال.
( أين يقع ذلك الغياب الذى رحل إليه الجميع ؟ ).
عندما يتعلق الأمر بالغياب تبوء كل محاولاتى فى التماسك بالفشل "
للحق أنا لا أحاول التماسك عندما يتعلق
الأمر بالرحيل"
يلح السؤال فى تلك الفترة بالذات من العام وكأنه رسالة تذكير على
هاتفك أو ورقة صفراء ألصقتها على جدار روحك لحدث لم ولن تنساه.
ترى أين يقع ذلك الغياب الذى رحل إليه الجميع؟