Sunday, December 19, 2010

لنبدأ من جديد




أتملل من البرودة وأحاول البقاء على لوح الثلج لماذا لم أعد أذكر لون عيناكى؟


أنظر إليكى فلا أرى ملامحك التى حفظتها أتسائل ماذا ترين عندما تنظرين إلى ثم أعود فأتسائل هل حقا مازلت تنظرين إلى؟


كيف وصلنا هنا ؟ كيف تقلص عالمنا الدافىء الرحب إلى رقعة ثلجية مضطربه تطفو على صفحة ماء راكد نتنفس هواء ثقيل يزيدنا رغبة فى الابتعاد وكل منا ينتظر قرار الأخر بالمغادرة.


يدير كلاً منا ظهره للأخر وتزداد البرودة كلانا يحتاج دفء الأخر بجانبه ولكن نستمر فى العناد الأخرق تسرى البرودة حد التجمد ونعجز عن تمرير دفء الذكريات القديم فقد نضب المعين ونفذ رصيدنا من الذكريات,


لا جدوى من شحن الخواء بداخل أرواحنا بنيجاتيف يحمل لقطات تكشف أسناننا كطقس للبهجة فى كرنفالات حب مضت الخواء متخم بنيجاتيف عابس ألتقط خلف الكواليس.


يلفظ الخواء البهجه كلما حاولنا حشوه بها كحيلة أخيرة للبقاء على لوح الثلج المشروخ وتبوء محاولات الأنعاش الأخيرة بالفشل فقد أصبح التجمد طقسنا المذموم الجديد.


نجدف فى اتجاهين متضادين لأن كلانا لا ينظر باتجاه الأخر فيرتبك لوح الثلج ويزداد الشرخ.


هل تعرفين متى تبدد الدفء ؟


عندما لم تعد هناك مساحة على باب الثلاجة لورقة صغيرة مملؤة عن أخرها بكلمة "سأشتاق إليكى" ألصقها فى الصباح وأعود سريعاً فى المساء لأبحث عن رد على ورقة مطوية على سريرى محشوة بكلمة "أحبك" حينها تسرب قليل من الدفء.


عندما توقفت عن قراءة كلمة "أحتاج إليك " فى عيناكى وتوقفتى عن فك شفرة " سامحينى" أمررها فى لمساتى لكى هنا فقدنا المزيد من الدفء.


عندما أصبح الملل من الانتظار بديلاً للشوق وأصبح الصمت حوارنا الجديد هنا بدأ التجمد.


عندما أهملت المرور على بائع الورد عند الناصية وتوقفتى أنت عن إشعال الشموع على مائدة العشاء وفقدنا التفاصيل الصغيرة التى ميزتنا عنهم أصبحنا مثلهم, مثل كل القابعون على ألواح الثلج المشروخة.


عندما تشيحين بوجهك عنى ماذا ترين على الجانب الأخر؟ هل تشعرين بالأمان؟ أعدك أنى بدونك لا أشعر بالأمان, عندما أنظر بعيداً عنكى أفقد الأنتماء لكل شىء تتجمد الموجودات كلها وأحن إلى دفئنا القديم.


أختلس نظرات إليك وأراكى تنظرين بطرف عيناك فيسرى دفء الأمل وأحاول التطلع بإمعان لأتذكر لون عيناك تمررين لى نظرات مفادها "أشتاق إلينا" يلتفت كلانا للأخر ونبدأ فى التجديف فى نفس الأتجاه.


لم تعد هناك حاجة لورقة مطوية رغبت فى تمريرها لك سطرت بداخلها سؤال "هل نبدأ من جديد"؟

7 comments:

Dr/ walaa salah said...

خاطره جميله اوي

صعب اوي بعد طريق ملئ بدفء المشاعر

تبدأ البروده تتسرب إليه

وبعد ان كان الحب طريق واحد يتفرع الى طريقين وللأسف كل طريق في إتجاه

جميل ان نستيقظ قبل فوات الاوان ونبدأ من جديد


مشكور الحسيني على الخاطره التي كتبتها بإحساس راقي

Unknown said...

مش عارفه أقولك ايه مستني أوي حسيت كل كلمه فيها
بس تعرف ان خاطرتك كلها دفئ مفيهاش و لالحظة برود و مش ممكن أصحاب القصه يصيبهم برود الا لفتره وجيزه لأن دفئ مشاعرهم أقوى بكتير حتى لو مفيش رسائل أو كلمات
تحياتي ليك كل مدى بتبهرني

Lobna Ahmed Nour said...

جميلة هي البدايات المتجددة حين تصوغها بكل هذا السحر
دام قلمك

Lobna Ahmed Nour said...

لأن النص أعجبني كثيرا أتمنى أن تتقبل هذه الملحوظات اللغوية التي اجتهدت في الإشارة إليها هنا
http://www.4shared.com/document/EEbTCmxa/__online.html
أنتظر أن تطالعها إذا أحببت ثم يمكنني أن أزيل الملف

الحسينى said...

@ dr/ walaa salah
بل الشكر لك على مرورك ومتابعتك المستمرة وسعيد أن الخاطرة أعجبتك أكيد الاستيقاظ قبل فوات الأوان جميل إن كان ما لدينا يستحق البداية الجديدة
تقبلى تحياتى

الحسينى said...

@ شيرين سامى
بخصوص أن الخاطرة كلها دفء أعتقد لأنى كنت أشعر بما أكتبه بشكل كبير وتخيلت أحساس شخص يفقد أشياء جميلة بلا سبب فلم أحاول البحث عن الكلمات بل كانت الكلمات كأنها تعرف مكانها
تحياتى لك وشكرى على دعمك المستمر

الحسينى said...

@ unique
لا أستطيع أن أصف لك سعادتى عندما طالعت تعليقك فى البداية ثم ملاحظاتك.
يسعدنى كثيراً كثيراً أن النص أعجبك وأنك أوليته أهتماماً بحيث أقتطعتِ من وقتك جزء لتدقيقه وهذا يعنى لى أكثر حتى مما تتخيلين.
بعض الأخطاء صدمت عندما أدركت أنى لم ألحظها عندما كتبتها
والبعض لم أدرك أساساً أنه خطأ وهو المرتبط بقواعد نحوية مثل "كلانا وكلينا"
غالباً ما أحاول المحافظة على وضع الهمزات والتاء والهاء المربوطة "وغالباً أفشل" :)
عندما أشير للمؤنث أكتبها "إليكى" وأعلم أنها لا تكتب هكذا ولكن أشعر أن من يقرأها سيرتبك إن قرأها "إليك" ولكن حمداً لله على وجود "الكسرة " أعتقد أنها ستحل الخلاف.
أدركت مؤخراً أن نفاذ تعنى " تخلل أو اختراق" وأن نفاد تعنى "انتهاء"
الملف الذى قمت بتحميله يظهر لى مدى الجهد المبذول فى التدقيق ولن يجتهد أى كان فى تدقيق نصوص الأخرين هكذا إلا شخص كريم فشكراً لك على كرمك .
جزيل الشكر لك على اهتمامك ولا تحرمينا من زيارتك ونقدك.
أخشى أن أعتاد على تدقيقك لما أكتب ولكن أعلم أنك لن تحرمينا النصيحة :)
تحياتى تحياتى تحياتى واحترامى
سامحينى إن أحتوى التعليق على أخطاء لغوية :)