Friday, October 1, 2010

طقوس الحصاد




فى كل قصة جديدة يتشابة كل شيء كل فصول الرواية تتكرر بحذافيرها يمر الشريط أمامى فأرى المشاهد نفسها نفس البداية نفس التتابع ثم نفس النهاية ولكن تختلف أنت , أنت فى كل مرة أنت لايشبهك ولكن أعلم أنك أنت ربما تتبدل ملامحك ولكن كأنك تتلون فى كل مرة لتأتى من جديد وتعيد فصول القصة لتنكأ الجرح القديم ثم تذهب وتتبدل وتعود من جديد لنبش قبور الماضى الذى دفن مع أخر رحيل لك. وغرس شاهد جديد بداخل روحى لتتباهى بأنك كنت هنا بعدد شواهد القبور.


أعرف أنك أنت ربما تكون قد أتقنت تنكرك الظاهرى ولكن فشلت فى محو بصمة روحك دائماً تستخدم نفس الأسلوب نفس الكلمات والإيماءات التى أحفظها عن ظهر قلب نفس النهاية حتى.


أتعرف أن زمن القصة دائماً ما ينتهى فى نفس التوقيت؟ أوتعرف أيضاً أنى عددت أنفاسك وزفراتك وساعات صمتك فوجدتها تتساوى فى كل القصص.


ورغم كل احصائياتى وحساباتى ورغم أنى حفظت خطتك الوحيدة وكل مشاهد الروايه ورغم أنى حتى أشم روحك فى كل جسد جديد تتلبسه إلا أننى فى كل مرة أنساق إلى نفس النهاية.


فى كل موسم جديد تتشابه طقوس الحصاد نفس الأمل , نفس الصدمة , نفس الألم حتى أغنية الحصاد الكئيبة فى كل موسم لا تتغير هى نفس الترنيمة الجنائزية تتوه كلماتها وتتداخل مع رتابة الإيقاع .


أبخل بتوزيع محصول الألم وتقاسمه مع من أحب بنفس مقدار كرمى فى توزيع البهجه واقتسام الأفراح وأحمل كل ثمار حصادى وأذهب به إلى حافة العالم فأكومها على أطراف عالمى وأجلس على الحافة أشمر قدمى وأمدها فى الفراغ المجهول أمامى وأتساءل هل من أخر يجلس فى نهاية الفراغ الممتد أمامى على أطراف عالمه مشمرا أقدامه يحملق فى الطرف الأخر من الفراغ الأسود المجهول ويكوم حصاد ألمه بجانبه؟


أفرد روحى المليئة بالثقوب شراعاً احتوى بداخله كل النسمات الزهيدة التى تختلس زيارات إلى عالمى وأبحر فى ذلك الفراغ المجهول لأصل إلى الطرف الأخر ساحبا معى عالماً يتكوم الألم على حافته لعلى أصل هناك إلى الطرف الأخر ممنياً نفسى بأن الأخر قد يلتقينى فى الطريق ساحباً عالمه معه فنصنع حبلاً متيناً نربط به عالمينا معا ونصنع من ألامى وألامه ثقلاً كبيراً نلقيه فى ذلك الفراغ ليثبت عالمنا الجديد فى البقعة التى نختارها, عالم جديد رحب يجمعنا لا يتجمع الألم على حافته تضيئه الشمس وفى نهايته أقمار ونجوم وعوالم سعيدة مبهجة.


أقترب من نهاية الفراغ وأشم رائحتك التى أعرفها سفينتك لامعة مبهرة ذات شراع كبير خالى من الثقوب تمد يدك لتسحبنى إلى عالمك أعرف كل الوشوم التى وشمتها على روحك فى كل الموانىء التى عبرتها من قبل أعرف أن القصة ستبدأ من جديد أحضر شاهد قبر جديد أنقشه بنفسى وأمد حبال عالمى لتربطها بسفينتك أزيح حصاد الألم على حافة عالمى قليلاً ليسع كومة أخرى أعرف أنى سأحصدها قريباً قبل أن نختار البقعة التى نثبت فيها عالمنا الجديد.


photo from leberpr.blogs.com

No comments: