عالم رائع جديد

عندما أتأمل عالمى ذلك الجزء الخاص جداً بداخلى ذلك العالم الذى لم أكن أعلم بوجوده حتى وقت قريب وإن كنت أهرب إليه كل يوم مئة مرة بلا مبالغة ذلك العالم الذى لم أعد أدرى من كثرة ترددى عليه هل أعيش بداخله أم أنه يعيش بداخلى ولكنى أعلم أنى أستطيع الوصول إليه بسهوله تتساوى تماما مع صعوبه البقاء بعيداً عنه أو صعوبة مغادرته.

عندما أتأمله ألاحظ أنه ينقسم لقسمين منتصف العالم الواسع الرحب المكدس بكل الأشياء الجميله السعيدة من ذكريات سمعية وبصرية وروائح وملامس مواقف وحكايا كلمات وأغنيات والكثير الكثير من دقات القلب التى تكمل الصورة المليئة بالألوان المبهجة والطعوم المبهجة لمنتصف العالم السعيد, وهناك أطراف العالم ذلك الجزأ الموحش القاسى الذى يحمل كل درجات اللون الأسود وكل العيون المخيفة التى تضيىء فى الظلام وبعض الذكريات التى لن ترحل وأنفاس ثقيلة لمن تركوا أجزاءهم السعيده تنير لى منتصف العالم وانسحبوا إلى أطراف العالم وظلت أرواحهم جالسة هناك تتحرى اللحظات التى يعلمون أنى ألجأ فيها إلى أطراف عالمى.

أمسكتنى طوال الأسبوع الماضى مرات عديدة متلبساً بالابتسام على قصاصات سحبتها من منتصف العالم مرة وأنا أعبر الطريق انتبه إلى تعبير وجهى الباسم ببلاهة للا شىء ومرة وأنا أضع ملابسى فى المجفف افاجأ بفمى منفرج على أخره ومرة أفاجأ بتعبير دهشه على وجه مقبل من الاتجاه المعاكس فاكتشف أنى أبتسم له مع أنى لم أكن أراه أساساً ومرات وأنا أنظر إلى شاشة الحاسب فى العمل أوفى سيارة الأجرة أعرف وقتها أنى كنت فى زيارة سريعة لمنتصف العالم.

وسحبتنى مرات عديدة من بين ذكريات ثقيلة وصوت ثقيل للسكون وروائح ثقيله حزينة لأكتشف أنى كنت فى زيارة لأطراف العالم.

فشلت فى تجنب رحلاتى لأطراف عالمى ففكرت فى جلب بعض الذكريات السعيدة إليه ليصبح عالمى كله عالم سعيد وبدأت بجمع قصاصات من كل الاشياء المبهجه وزرعها فى اطراف عالمى ونثرت من كل الأشياء الجميلة هناك وعندما انتهيت ونظرت أمامى وجدتنى عمرت العالم كله بالألوان مددت روحى وتنفست من رائحة زهور البهجة وعندما التفت وجدت العالم قد تمدد من خلفى صانعاً أطرافاً جديدة مظلمة موحشه ونقل إليها كل االون الأسود وزجاجات العطر الثقيل وأجراس الصمت وكوم كل الذكريات التى رفضت الرحيل واستضاف الأرواح التى سكنت أطراف العالم القديم وقتها أدركت أن عالمى لن يصبح أبداً كله منتصف العالم السعيد ولكن أدركت أيضاً أن زرع المزيد من القصاصات السعيدة على أطراف العالم الموحش قد يعطينى مساحة أكبر من البهجة أتنفسها وأنى دائماً سأصنع من تلك اللحظات التى أرى فيها عالمى كله سعيداً مبهجاً أمامى قصاصات جديدة مبهجة قبل أن أتلفت لأجد أطراف العالم القاسى تمددت من جديد.

العنوان مستوحى من aldos heksly - a new better world